يحافظ سكان عقبة بواش التابعة لمحافظة سراة عبيدة على عادة اجتماعية توارثوها عن أجدادهم منذ عشرات السنين، وتتمثل في الاجتماع تحت ظلال شجرة الصوملة، التي تتوسط منطقتهم ويصل عمرها إلى 200 عام، وذلك لتبادل الحديث والآراء ومناقشة المستجدات اليومية في مجتمعهم الصغير. ويجلس رجال بواش تحت شجرة الصوملة التي يبلغ ارتفاها 30 مترا وعرضها قرابة 15 مترا، أثناء فترات النهار وأحيانا في المساء، مستمدين من الشجرة الظل والروائح الزكية، فالشجرة دائمة الخضرة بوجود منابع المياه التي تجري من جهتها الشمالية بشكل مستمر، وتضفي على المكان روعة وجمالا وهواء عليلا، فيما تتناثر أغصانها الوارفة الظلال في الأنحاء. ويؤكد علي بن رفعان (50 عاما)، وهو من أبناء عقبة بواش، أن شجرة الصوملة تعني للأهالي الظل والغذاء والدواء والخضرة والجمال، لذلك فإن أبناء القبيلة يستقبلون ضيوفهم منذ عقود من الزمن تحت هذه الشجرة العملاقة التي يزيد عمرها عن ال 200 عام. وتحت هذه الشجرة، والحديث لبن رفعان، «نقوم بواجب الضيافة للضيوف ونقدم لهم الشاي والقهوة والزنجبيل والذبائح التي تعد على الجمر وفي مكان معين تحت الشجرة، فيما يجد الضيوف خلال جلوسهم في هذا المكان متعة كبيرة وأجواء محببة للنفس». ويشير إلى أن عروق الشجرة تمتد إلى مسافات بعيدة جدا تحت باطن الأرض وأغصانها كبيرة الحجم، مؤكدا أنها أصبحت جزءا من حياتهم الاجتماعية، ويشعرون أثناء وجودهم تحتها بالفرح والسعادة خصوصا في فصل الصيف، وتحت هذه الشجرة تدار الأحاديث الودية اليومية وتلقى القصائد الشعرية المختلفة.