هو محمد عبده عثمان آل دهل العسيري، ولد في قرية الدرب بمنطقة جازان جنوب المملكة في عام 1948م، وذاق مرارة اليتم صغيراً حيث رحل عنه والده البحّار البسيط وهو ما زال طفلاً في الثالثة من عمره، وعاش رحلة من الفقر والعَوَز حتى إنه عاش فترة في رباط خيري هو وشقيقه بمنحة من الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله. واستطاع محمد عبده دخول المعهد الصناعي والتخصص في صناعة السفن في محاولة لتحقيق حلمه القديم بأن يصبح بحاراً مثل والده، ولكن ولعه بالفن أخذه إلى بحر النغم الذي أخلص له ومنحه اهتماما حقيقياً. وبدأ فنان العرب - الذي حاز هذا اللقب من الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة وعرف به - رحلته الفنية بداية الستينيات الميلادية في عام 1961م في جدة، وعندما تخرج في المعهد الصناعي عام 1963 م سافر إلى إيطاليا ضمن بعثة سعودية للتدرب على صناعة السفن، وتحولت الرحلة من روما إلى بيروت، وكان ذلك عن طريق (عباس فائق غزاوي) الذي كان من ضمن مكتشفي صوت محمد عبده عندما غنى في الإذاعة في برنامج (بابا عباس) عام 1960م، وبارك هذا الاكتشاف الشاعر السعودي (طاهر زمخشري). وفي بيروت تعرف عبده على الملحن السوري (محمد محسن) الذي أخذ من الزمخشري كلمات (خاصمت عيني من سنين) ليغني أغنية خاصة به بعد أن غنى كثيرا من أغاني من سبقوه ومنها أغنية (قالوها في الحارة.. الدنيا غدارة)، وسُجلت الأغنية. وخاض أول تجربة تلحين في أغنية (خلاص ضاعت أمانينا)، وقدمها على العود والإيقاع دون أي توزيع موسيقي، وكان نجاح هذا اللحن تشجيعا له على خوض التلحين الذاتي، وقدم تجارب ناجحة. سفير الأغنية السعودية وشهدت فترة السبعينيات العديد من النجاحات في مسارح عدد من البلاد العربية، فكانت الانطلاقة الكبرى ليصبح محمد عبده سفيراً للأغنية السعودية، وتطور الحال إلى أن أصبح سفيراً للأغنية الخليجية ثم للجزيرة العربية كلها، بعد طرقه ألوانا غنائية من مختلف مناطق المملكة والخليج العربي والجزيرة العربية ككل، حتى أصبح يلقب محمد عبده باسم (مطرب الجزيرة العربية) أو (فنان الجزيرة العربية). وتعرف عبده الأمير الشاعر (خالد الفيصل) الذي قدم له قصائد نبطية، وغنى محمد عبده معها ألوانا أخرى مثل السامري، هذه الألوان الصعبة من الكلمات انتشرت في كل مكان خارج نطاق الجزيرة العربية بعد أن انتشرت داخلها. وقبل انتهاء فترة السبعينات، قام النجم السعودي بخوض تجربة الأغنية الطويلة مع الأمير (بدر بن عبد المحسن) في أغنية (في أمان الله) و (الرسايل) التي قدمها على مسارح القاهرة صيف عام 1974م، ثم قدمها على مسرح التلفزيون بالرياض في عيد الفطر عام 1394ه، وحققت الأغنية الأخيرة نجاحا كبيرا. أبرز أعماله في الستينات خاصمت عيني من سنين يابو شعر ثاير - سكة التايهين -، لنا الله رحت يم الطبيب - لا تناظرني بعين السبعينات ابعاد - ضناني الشوق - الرسايل - ردي سلامي - إنت محبوبي - مالي ومال الناس - في الجو غيم – الثمانينات (ويعتبرها النقاد الفترة الذهبية) صوتك يناديني ليلة خميس المعازيم أبعتذر - أرفض المسافة - وهْم - محتاج لها - جمرة غضى - من بادي الوقت - كلك نظر - مرتني الدنيا - عذبة أنت - أنشودة المطر - البرواز - على البال - الفجر البعيد - اختلفنا - آخر زيارة - أقرب الناس – 2000 - 2009 * مجموعة إنسان بنت النور - أعترفلك - شبيه الريح - مذهلة - الأماكن - واحشني زمانك - أيامي لك توقف عن الحفلات وتوقف الفنان عبده عن الغناء في الحفلات لمدة ثماني سنوات بسبب أزمة الخليج، كما توقف عن إصدار الألبومات الجديدة، واتجه للأغاني الوطنية، فقدم شريطا بعنوان (هلّ التوحيد) ضم ست أغنيات، وأعقب ذلك ألبوم بعنوان (حبيبتي)، حمل صورة محمد عبده وهو يرتدي اللباس العسكري بعد أن قام بالتدريب مع المتطوعين في القوات المسلّحة، بعد ذلك وعند انطلاق حرب عاصفة الصحراء لتحرير الكويت قدم محمد عبده ألبوما بعنوان (يا السعودي يا بطل)، وبعد انتهاء الأزمة قّدم ألبوما من كلمات برق الحيا وألحان محمد شفيق. عودة قوية وفي عام 1997م غادر عبده إلى لندن، وقدّم أغاني وطنية، وفي نفس الحفل قدّم العديد من الأغاني الأخرى وهي (آخر زيارة، اختلفنا، غالي، كل ما نسنس، المعاناة، انتِ نسيتي، مهما يقولون، الله عليها، الرسايل -التي أعادها بعد 23 عاما- يا غايب، سلّم عليه، أقرب الناس، لنا الله -وتجديد بعد مرور 30 عاما وحققت أكبر نجاح ممكن بعد هذا التاريخ، مما جعله يكررها ويختتم بها حفلاته (الونّة، مرحبا بك، على البال، يا من يراعيني). ولمع بشكل قوي في السنوات التالية ليحتل مكانة كبيرة في قلوب العرب.