كل مسلم على وجه البسيطة يدرك أهمية القرآن الكريم بالنسبة للمسلمين خصوصا ولجميع المخلوقات عموما، وحسبه أنه منهج حياة بحر لا ساحل له جاءت أوصافه في القرآن نفسه وفي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم وأدلى خلق كثير بدلوه في بيان أوصافه ومزاياه، وقد عجزوا عن وصول معشار ما فيه، والجميع يعلم أن القرآن لا يمكن الحصول عليه على الوجه اللائق والأكمل إلا بالتلقي والمشافهة، يأخذه الخلف عن السلف حتى يتصل السند بالنبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله رب العالمين، الأمر الذي يجهله الكثير من الناس هو أن الشيطان يصطاد فرائسه من على أبواب الخير فهو يفتح للمرء عشرة من أبواب الخير ليوقعه في الحادي عشر، والمؤمل في حلقات تحفيظ القرآن أن تكون أوصد الأبواب للحيلولة دون اختراقها من قبل شياطين الإنس أو الجن، ولئن كان الواقع هو كذلك في بلاد الحرمين إلا أن المطلوب مضاعفة الجهد في مراقبة كثير من الحلقات ومعرفة سير القائمين عليها، فإن الناس يصطادون من قبل الخير أكثر مما يصطادون من قبل الشر، لان أمر الشر ظاهر بين لا يقدم عليه إلا من رغبه، وأما مجالات الخير ففيها من أنصاف المتعلمين الكثير الذين لم تنضج بعد ثمرتهم، وغالبا ما تحملهم العواطف على تصرفاتهم لا العلم والحكمة والتؤدة، ولذلك فإنه من السهل التأثير على شاب ذي حماس ديني غير معتدل وتحوير مساره وأدلجته لأن يكون قنبلة موقوتة متى ما شاء ماسك مقودها أو ريموتها كما يقال إن يفجرها فجرها، وما يتخذ في هذه البلاد من الخطوات التي تذكر فتشكر لتهذيب وتطوير وإصلاح الحلقات نرجو ألا تشرق به نفوس أناس، كما نرجو عدم التسرع في الأحكام والدخول في النوايا فلربما استاء الإنسان من أمر أو قرار ظهر له أنه مجانب للصواب في بادئ الأمر ومن أول وهلة وأنه محنة وإذا بما يظن أنه محنة ينقلب إلى منحة ومع مضي الزمن وبعد أن وضعت الأيام ما في بطونها مما حملت به انجلى الظلام عن النور وبان ما تحت الغطاء، فحمد القوم السرى، وإذا بالخير يعم الجميع، (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون). [email protected]