لست مع القائلين بالسماح للمرأة على وجه العموم بقيادة السيارة، كما أنني في الوقت نفسه لست ضدها. فنظام المرور لا يسمح ولا يمنع المرأة من قيادة السيارة ولكن تقاليد المجتمع، والحياة الاجتماعية بأعرافها تستنكف أن ترى المرأة وهي تقود السيارة في شوارع البلد التي تضيق بعدد السيارات من قبل أن تشترك المرأة في قيادتها فتزيد الطين بلة بارتفاع عدد السيارات إلى الضعف إن حصل وقادت المرأة السيارة. هذا في الوقت الذي يؤسفني ما تتعرض له المرأة من مضايقات، وهي تقف على أرصفة الشوارع لانتظار مرور سيارة أجرة تحملها لمقصدها. ولعل من الغريب أن يحمل الناس وبالذات المعارضين لقيام المرأة بقيادة السيارات على الفتاة التي تسببت في وفاة أربع زميلات لها بقيامها بقيادة السيارة التي يقول عنها الخبر الذي نشرته بعض الصحف ومنها «عكاظ» التي قالت في العدد 16518 الصادر يوم الاثنين 16/12/1431ه ما نصه : انتهت قيادة فتاة في عقدها الثاني لسيارة في ضاحية الثمامة شمال الرياض إلى مأساة مؤلمة بعد تعرضها ومرافقاتها العشر لحادث مروري شنيع أنهى حياة أربع منهن، وتسببت في إصابة من بقيت منهن على قيد الحياة. وأوضح مساعد الناطق الإعلامي لشرطة منطقة الرياض الرائد فواز الميمان: أن الحادث نتج عن ارتطام مركبة الفتيات بعقم ترابي داخل منتزه خاص في الضاحية. والواقع أنه خبر مؤلم ومؤلم جدا ولكن يجب ألا ينسينا الألم والحزن لما نتج عن قيادة الفتاة للسيارة، عدد حوادث السيارات وضحاياها صباحا ومساء وهي بقيادة الرجال الذين يحملون رخصة رسمية تؤهلهم لقيادة السيارة رسميا، وليس فقط في هذه الأيام التي أصبح عدد السيارات بالألوف في كل شارع وكل طريق يربط المدن، وإنما منذ أن كان عدد السيارات لا يزيد على مائة سيارة على أكبر تقدير ومع ذلك كان عدد الضحايا بالجملة، أذكر منها الحادث الذي أودى بحياة كل من الشيخ محمد لبني ووالدته وابنته الصغرى باصطدام سيارته في مطلع طريق مكة / جدة، مع سيارة الوجيه حسني قامة، وفوزي بشاوري، والسائق كانت محصلة الحادث وفاة الجميع رحمهم الله وبقاء منصور ابن الشيخ محمد لبني الذي عاش معاقا إلى أن توفاه الله. أتدرون متى كان الحادث وكيف وقع ؟ حدث الاصطدام مساء اليوم السابع من شهر رجب عام 1370هجرية أي قبل واحد وستين عاما. أما كيف: فقد كانت سيارة الشيخ محمد لبني متوجهة إلى جدة بمن فيها، وسيارة الشيخ حسني قامة عائدة من جدة بمن فيها وعند أول منعطف في الشميسي في طريق مكةجدة حصل الاصطدام الذي أودى بحياة المجموعة، فشهدت مكةالمكرمة صباح يوم حزين في الثامن من شهر رجب عام 1370ه موكب جنائز المتوفين جملة حينما تمت الصلاة عليهم في المسجد الحرام ومواراتهم في مقابر المعلا عليهم رحمة الله.. وليس هذا هو الحادث الفردي الوحيد في قديم الزمان، فهناك الحادث المعروف باسم «بيت رفيع» وقد ذهب ضحيته جميع أفراد العائلة المكونة من سبعة أفراد الأب والأم والخالة والأولاد بالإضافة إلى اثنين من الخدم رحمهم الله جميعا وكان الحادث أيضا عام 1385ه وعدد السيارات لم يزل قليلا، ومع ذلك وقعت تلك الحوادث في طريق مكةجدة، وكم مثلها في طريق المدينةالمنورة أو طرق الرياض والحجاز والشرقية وضحاياها بالجملة وقد كانوا في سيارات بقيادة سائقين مؤهلين. إنني لا أريد تبرير حادث الفتاة التي قادت السيارة وذهب حادث ارتطامها بعقم أربع من زميلاتها نسأل الله لهن الرحمة والمغفرة، وإنما أستكثر أن يكون هذا الحادث مشجبا يعلق عليه الإصرار بمنع المرأة من قيادة السيارة إن سمح النظام لها بذلك. والله المستعان . فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة