أشار مؤشر أسعار السلع الاستهلاكية على موقع وزارة التجارة إلى انخفاض نسبي في أسعار الشعير المستورد في السوق السعودية خلال الأسبوع الأخير بفارق تراوح بين 1.28 و1.41 ريال للكيس عن أسعار الأسابيع الماضية، وبلغت معه الأسعار 54 ريالا للشعير الأسترالي و53 ريالا للشعير الأوروبي كأعلى سعر خلال الأسبوع المنصرم. وكشفت مصادر مطلعة ل «عكاظ» عن أنه لا يوجد هناك بوادر بانخفاض أسعار الشعير عالميا وانتهاء الأزمة المحلية خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أن بعض الشركات المحلية الموردة اتجهت إلى خفض أسعار الشعير بواقع 8 ريالات للكيس من أجل سداد التزامات البنوك. وقالت المصادر إن طن الشعير عالميا يصل حاليا إلى 310 دولارات، ولا يوجد بوادر على انخفاضه خلال الفترة القريبة المقبلة، نتيجة قلة مخزون الدول المنتجة وانتهاء الموسم، خصوصا أن الموسم إنتاج الموسم الجديد لن يجهز قبل يوليو (تموز) المقبل، وبذلك يستحيل انخفاض أسعار الشعير عالميا. ونفت مصادر عاملة في توريد الشعير أن يكون الشعير المدعوم الذي يوزع في بعض المناطق، أدى إلى حل أزمة الشعير المحلية، مؤكدة أنها ولدت أزمة جديدة تتضح من خلال طوابير السيارات والزحام والمشكلات، مشيرة إلى أن الحل في إنهاء الأزمة يتلخص في دعم الشعير المخزون لدى جميع الموردين، ورفع الإعانة على المستورد. واستغرب أحد مديري شركات التوريد المعروفة، دعم شركة وحيدة ورفع الإعانة لها بواقع 500 ريال وترك بقية الموردين والشركات قائلا: إن هذا الأمر يعتبر من أسباب أزمة الشعير. وأوضح المدير، الذي رفض نشر اسمه، أن اللجنة الوزارية طلبت في اجتماعاتها مع مسؤولي الشركات التوقف عن استيراد الشعير من أجل التأثير على سعره عالميا وآملا في انخفاضه ولكن هذا الطلب قوبل بالرفض كون كل الشركات تعلم بأن مخزون الشعير عالميا قليل ولن يتأثر بوقف الاستيراد. وأكد مدير الشركة نفسها أنهم رفعوا مقترحات عدة للجهات المعنية وأبلغوها منذ وقت مبكر بارتفاع أسعار الشعير عالميا وضرورة رفع الإعانة ودعم المخزون ولكن لم يكن هناك تجاوب مع المقترحات. وحول الدعم الذي تتلقاه الشركات قال إنه حاليا يبلغ 200 ريال للطن، ومع ذلك هناك إعانات لم تستلمها بعض الشركات منذ أكثر من عام! وأوضح أن سعر كيس الشعير المستورد حاليا على الشركة يبلغ 53 ريالا للكيس، وهذا مسجل في الفواتير لدى الموانئ ولكن بعض الشركات اتجهت للبيع ب46 ريالا بخفض 8 ريالات للكيس و160 ريالا للطن للعمل على إيفاء التزامات البنوك حيث تتعرض للخسائر من أجل سداد الالتزامات. وحول تأثير توزيع الشعير المدعوم على الشركات الموردة نفى مدير الشركة التأثير، مؤكدا أن الكميات لدى الشركة التي جرى دعمها قليلة جدا ولا تغطي حاجة مربي الماشية وليس لها تأثير على السوق. من جانبه أكد أحد موزعي الشعير في شمال الطائف أن إحدى الشركات التي كانت الأسبوع الماضي تعرض الشعير بأسعار منخفضة، رفعت السعر مجددا هذا الأسبوع. وأكد مطلق الذيابي أنه اتجه إلى خفض أرباحه من 4 ريالات إلى ريالين للكيس مراعاة لمربي الماشية في مناطق شمال الطائف، مطالبا الجهات المعنية بسرعة إيجاد حلول لأزمة الشعير التي تضرر منها مربو الماشية بشكل كبير وباتت تهدد الثروة الحيوانية، مؤكدا أن كميات الشعير المدعوم لم تسهم في حل الأزمة.