أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز رئيسة مجلس إدارة مركز السيدة خديجة بنت خويلد، ضرورة وضع استراتيجية للتخصصات الجامعية تتناسب واحتياجات سوق العمل، وتوفير المزيد من معاهد التدريب والكليات والجامعات لمقابلة الاحتياج الكمي والنوعي للقوى البشرية، وتحفيز البنوك لتسهيل القروض الاستثمارية الميسرة للسيدات، وتمكين مشاركة المرأة المؤهلة في صنع القرار. ودعت خلال الجلسة الأولى لمنتدى السيدة خديجة التي انطلقت البارحة في فندق هيلتون جدة، إلى مراجعة الأنظمة والتعليمات لضمان مشاركة المرأة في عملية التنمية الوطنيه، وقالت: إن السعوديات يملكن 12 في المائة من الشركات الموجودة في المملكة و 16 في المائة من المصانع الكبرى، وتجاوز عدد السجلات التجارية المملوكة لهن في العام الماضي 40 ألف سجل، بزيادة نحو 77 في المائة عن العام 2007. فضلا عن أن المرأة تشكل 50 في المائة من نسبة المواطنين، لذلك يجب أن تتاح لها الفرصة في العمل في كافة المراكز والتخصصات بحسب مؤهلاتها، لاسيما وأن إحصائيات البنك الدولي تفيد بأن المملكة تعد ثاني دولة عالميا بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية في مقدار التحويلات المالية للخارج، ورابع دولة في استقطاب العمالة الوافدة. وفي كلمتها أشارت رئيسة المنتدى مها أحمد فتيحي إلى مكارم السيدة خديجة بنت خويلد رضوان الله عليها، حيث إنها أول من آمنت بالرسول عليه الصلاة والسلام ووقفت إلى جواره في رسالته الطاهرة وهي سيدة نساء الجنة، وكانت سيدة قومها وسيدة في مكانتها، داعية المرأة أن تتخذ من صفات أم المؤمنين نبراسا يحتذى به في كافة مناحي حياتها. وقالت: إن تفعيل مشاركة عمل المرأة ليست بالسهلة، لأن هناك من يعتقد أن إشراك المرأة في التنمية يعد تغريبا لها، على الرغم مما شهدته مشاركة المرأة في التنمية الوطنية في الخمس السنوات الأخيرة من حراك. مضيفة: إنه من الضروري العودة إلى خطة التنمية الثامنة والتاسعة التي وضعتها الدولة لإيجاد فرص عمل للمرأة ومساحات لتعليمها التخصصات الجديدة، واستحداث الأنظمة لها بما يتماشى مع هذه الرؤية لتوسيع مشاركة المرأة في التنمية الوطنية والاقتصادية، فهناك عقبتان لا تزالان تواجهان عمل المرأة، الأولى فكرية، والأخرى شخصية، ولذا لا بد أن يكون التصور أكثر واقعية وعدالة نحو المرأة، والتعامل معها كشخص مؤثر. وفي كلمته رفع رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس غرفة جدة صالح عبد الله كامل، أسمى آيات التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله على نجاح العملية الجراحية التي أجريت له، داعيا الله أن يعود إلى أرض الوطن سالما معافى. وأردف قائلا: إن المنتدى يهدف إلى تبادل الآراء بعمق حول زيادة مشاركة المرأة في التنمية الوطنية، ودعمها اقتصاديا واجتماعيا بشكل كبير، كما يسعى إلى طرح نموذج وطني عربي مسلم للمرأة الواعية الملتزمة بأداء دورها محليا وعالميا. وأكدت نائبة رئيس مجلس إدارة غرفة جدة الدكتورة لما بنت عبد العزيز السليمان من جانبها أهمية إسهامات منتدى السيدة خديجة بنت خويلد في تقوية ودعم مجهودات المرأة السعودية، والوقوف على إنجازاتها والتحدث عما يمكن أن تحققه في تطور وتنمية المجتمع. إثر ذلك قدمت فاطمة محمد عبده يماني كلمة نيابة عن والدها الدكتور محمد عبده يماني يرحمه الله سلطت خلالها الضوء على حاجة المرأة للعمل الشريف، وأهمية مشاركتها في التنمية الوطنية. وشددت من جهتها الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة والإعلام في مملكة البحرين، على أهمية التعددية الفكرية والانفتاح على ثقافة الآخرين، قائلة: كان الخوف من المبادرة هو السائد، والخلل الثقافي السابق للتعليم هو المألوف، حتى أننا نستطيع أن نجزم من واقعنا الحالي بأن حالة التخلف هذه ليست حالة عارضة من الممكن أن يتم علاجها بإنشاء مدارس، وإنما هي بنية راسخة ومغلقة تحتمي بفكرة الكمال والأفضل، وترفض التصحيح. ومن جهتها، نوهت عميدة كلية cba الدكتورة نادية باعشن، إلى ضرورة إعادة النظر في اللوائح الخاصة بتصريح مزاولة المرأة للأنشطة الاقتصادية بجميع أنواعها. وقالت: حقق مركز خديجة بنت خويلد الكثير نحو تذليل العقبات، رغم اختلافها من منطقة إلى أخرى، ومن فرع إلى فرع، فالعقلية الذكورية لا زالت متحيزة ضد المرأة، ولا تحبذ تقديم التسهيلات لها. فالقرار 120 الذي ننتظر تفعيله منذ سنوات ما زال حبيس الأدراج ولم ير النور إلى اليوم، مضيفة أن مركز خديجة بنت خويلد يقع عليه دور كبير في تغيير اللوائح والأنظمة، ويظل لدينا أمل أكبر في التركيز على المرحلة المقبلة لمتابعة التطبيق والالتزام بالنظام الذي يسهل عمل المرأة.