تتجه أنظار عشاق الكرة الإسبانية نحو ملعب كامب نو الذي يحتضن قمة الليغا التي تجمع صاحب الأرض برشلونة (الوصيف)، وغريمه التقليدي ريال مدريد (المتصدر) ضمن المرحلة ال13 من الدوري، وتبدو المباراة للوهلة الأولى أهم من أي لقاء مضى بين الفريقين، يعزز تلك النظرية التنافس التقليدي بينهما على مدار السنوات الماضية إلى جانب تنافسهما على الصدارة، إذ يتربع الريال الملكي على قمة الترتيب ب32 نقطة جمعها من عشرة انتصارات وتعادلين، فيما لم يتذوق طعم الخسارة منذ أن تولى البرتغالي مورينيو دفة القيادة الفنية له، في الوقت الذي لازال فيه برشلونة يواصل تضييق الخناق على عدوه اللدود، إذ يملك 31 نقطة في مركز الوصافة من عشرة انتصارات وتعادل وخسارة كانت على يد الصاعد حديثا للدرجة الممتازة إيركوليس (0/2) في معقله. وبالنظر إلى نتائج الفريقين في الدوري نجد ثباتا فيها لكلاهما، حيث بات الريال يقدم أداء رائعا ممزوجا بالانسجام التام بين عناصره منذ انطلاق المسابقة بخلاف الموسم الماضي الذي شهد تباينا في أدائه ونتائجه أسهمت في احتلاله المركز الثاني، علما أنه عجز عن إلحاق الخسارة بالفريق الكالتوني في مواجهتي الذهاب والإياب، وفي الموسم الحالي يبدو أنه يسير في الطريق الصحيح، حيث رفض التخلي عن صدارته في أكثر من مواجهة وسيخوض اختبارا حقيقيا أمام البرشا ستكون نتيجته مؤثرة في مشواره، إذ يعني فوزه ابتعاده بفارق أربع نقاط عن خصمه، مما سيجعله في وضع مطمئن نوعا ما، علما أنه حقق انتصارا كبيرا على غريمه أتليتك بيلباو في المرحلة الماضية (5/1)، قبل أن يكتسح أجاكس أمستردام في دوري أبطال أوروبا (4/0) ضمن الجولة الخامسة من دور المجموعات، عززت موقعه في صدارة المجموعة السابعة، ويعي مدربه البرتغالي الداهية مورينيو الذي جرع برشلونة مرارة الخروج من دوري أبطال أوروبا في النسخة الماضية، عندما كان يقود إنتر ميلان الإيطالي، أن الفوز على الفريق الكاتالوني يتطلب خطة محكمة تعطل مفاتيح اللعب في الفريق المنافس، ويبدو أنه متمرس على ذلك وواثق من قدرته على هزيمة غريمه في معقله، خصوصا بعد تصريحاته التي سبقت المواجهة، إذ أكد أنه يعرف جيدا كيف يرضخ البرشا ويحد من خطورة نجومه، وقال مورينيو «أعرف كيف ألعب ضد برشلونة، يمكنك تعطيلهم من خلال فرض أسلوبك. لو أردت اللعب بالطريقة التي يريدونها فستخسر؛ لأن برشلونة هو الأفضل على المستوى الفردي والجماعي»، وأسهم الداهية البرتغالي بشكل واضح في ظهور الريال بشكل ملفت للأنظار هذا الموسم، بعد أن أحدث غربلة شاملة في صفوفه ليخرج بكتيبة من النجوم، يتقدمهم تشابي ألونسو وسامي خضيرة في وسط الملعب الدفاعي، أنخيل دي ماريا، مسعود أوزيل، كريستيانو رونالدو، جونزالو هيجوين، الحارس المخضرم كاسياس، وغيرهم من النجوم. في المقابل، استرجع البرشا مستوياته المعهودة عقب بدايته البطيئة عند انطلاق الموسم، حيث فقد خمس نقاط إثر خسارته المفاجأة في الجولة الثانية من الليغا أمام إيركوليس الصاعد حديثا للدرجة الأولى (0/2) في عقر داره، إلى جانب تعادله مع ريال مايوركا (1/1) في الجولة السادسة، إلا أنه عاد تدريجا لمستوياته وبات قريبا من الوصول لأعلاها، لاسيما بعد اكتساحه الميريا (8/0) في الجولة الماضية، وإعلان تأهله المريح لدور ال16 من دوري أبطال أوروبا، بعد فوز على باناثيناكوس اليوناني (3/0) خارج قواعده، وستكون المواجهة مع الريال فرصة سانحة له لاعتلاء صدارة الليغا، يدعم ذلك لعبه على أرضه وبين جماهيره، إلا أنه يدرك في ذات الوقت أن الفوز على الريال لن يكون في متناول اليد كما حدث العام الماضي عندما استغل جيدا الوضع السيئ للريال وخطف ست نقاط ثمينة منه، أسهمت بفعالية في إعلان تتويجه باللقب، ويعلم مدربه الشاب بيب جوارديولا أن الخصم الذي سيواجهه الليلة سيكون مختلفا عما كان في السابق، لاسيما مع التطور الكبير الذي أحدث في أسلوب لعبه منذ أن تولى مورينيو زمام الأمور الفنية، وهو اعترف خلال مؤتمر صحافي عقب الفوز على باثيناكوس أوروبيا بقوة المباراة، واصفا إياها بالموترة والمثيرة، ويريد بيب بالطبع أن يرد التحية لنظيره من الخروج القاسي الموسم الماضي من دوري أبطال أوروبا على يد إنتر ميلان الإيطالي، وذلك بإزاحته من الصدارة التي ستكون من نصيبه في حال ما حقق الفوز، كما أنه سيحاول جاهدا لاستغلال العوامل الإيجابية المهيأة له، والمتمثلة في الأرض والجمهور، إلا أنه سيواجه معضلة حقيقية في كيفية اختراق دفاع الريال الذي يعتبر الأقوى بستة أهداف فقط.