كم هو صعب جدا ممارسة الكتابة بموضوعية خارج نظرية «مع» و«ضد»، لا أحد يفكر وفق الصيغة الآتية «اذا كنت معي الآن.. فماذا يضمن لي ألا تكون ضدي ذات يوم، وإذا كنت ضدي الآن يفترض عليك ممارسة الحذر كثيرا كيما تقع ذات يوم تحت قبضتي فتكون وقتئذ معي». هنا لا يمكنك التراجع قليلا إلى الوراء.. ومن ناحيتي لا يمكنني أيضا التقدم قليلا إلى الأمام، نحن في الهوا سوا، ومن بعد دعني أكتب اليك.. هنا لا يوجد عبيد ولا سادة؛ إذا كان لك صاع، فلي صاع أيضا، وإذا كان أبوك باشا مع سابق احترامي للباشاوات كلهم طبعا، فربما كان والدي بيكا وعموما كلنا عيال تسعة ولكن قبل ذلك كله ألم يكن محزنا بطي ادعائنا كم هو رائع إذ تكلم أهل المثل ذات مرة قائلين «أنا وأخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب». عندما ذهبنا إلى المدرسة بطي الجيل الذي جاء ذات مرة (قبلنا)، وهو ذا سريع ينقرض، قرأ أمامنا المعلم ذات مرة، فيما كنا نجلس على (حنابل).. هكذا قرأ المعلم كلمات النبي قائلا «أنصر أخاك ظالما أو مظلوما»، والحديث معروف وصحيح وواضح، لكننا لم نكن نعي وقتئذ كيف أن الحكمة النبوية بشروحاتها لا تنسجم مع المعنى الذي كان في أذهاننا والآيل بتقاليده إلى نتاج جاهلي عقيم؛ فكلمة (أخي) بنتاجها العشائري أو القبلي قديما وحديثا وكيفما شئت هي من نواحٍ دلالية بطي أدبياتها الاجتماعية» غير كلمة (أخاك) النبوية التي نطقها النبي وأثبتها رواة الأحاديث. أنظر معي وتأمل قليلا فالكلمة تجتمع عند (أخو) بوصفها من الأسماء الخمسة بنواحي الصرف نحويا فقط ليس إلا، ولكنها تبتعد كثيرا جدا ابتعاد المسافة بين توجيهات نبي يريد من خلال كلماته تأصيل نبض أخلاقي يفيض ذكاء وإلهاما وحكمة في النسيج الاجتماعي، وبين عبارات آخرين ما زالوا قديما وحديثا يؤمنون بنظرية «مع القوم يا شقرا». إنها نفس مفهوم نظرية «وما أنا إلا من غزية إن غوت.. غويت وإن ترشد غزية أرشد».. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة