قبل أيام من الانتخابات السودانية الماضية، استبق رئيس حكومة جنوب السودان سيلفا كير الأحداث، فاتهم الخرطوم بإرجاء ترسيم الحدود بين شمال البلاد وجنوبها سعيا للاحتفاظ بالسيطرة على احتياطات النفط. ولم تخفف تأكيدات الرئيس السوداني أن 30 في المائة من الجنوبيين ضد الانفصال، و40 في المائة مع الوحدة، من مخاوف انفصال الجنوب نتيجة تنظيم استفتاء يناير المقبل، أو بعودة دوامة الحرب الأهلية التي بدأت مع اكتشافات النفط الكبيرة في السودان. ذلك أن نسبة كبيرة من الجنوبيين لم تحدد موقفها بعد، كما أن الوضع قد يتغير بحكم تجاذبات داخلية، أو تدخلات خارجية. فالصراع بين الجنوب والحكومة المركزية تحول، بعد الاكتشافات النفطية، إلى صراع سياسي للسيطرة على مناطق إنتاج النفط، خصوصاً في منطقة أبيي، وكذلك آلية تقاسم عائدات نفط الجنوب. ورغم أن اتفاق السلام الشامل المبرم في العام 2005 بين الخرطوم والحركة الشعبية أنهى حربا أهلية استمرت 21 عاما، لكنه لم يبت نهائيا في وضع منطقة أبيي. وينص الاتفاق على تحديد مصير المنطقة عبر استفتاء العام 2011. وسيقرر السكان أيضا ما إذا كانت أبيي ستتبع الشمال أو ستنضم إلى الجنوب.