إن كنت تريد العيش سعيدا هانئا، أنصحك أن تبتعد عن التوقعات، فالتوقعات ليست دائما صادقة التحقق، هي في كثير من الأحيان عرضة لأن تنتهي مغموسة بالفشل والخيبة، وآنذاك ستجد نفسك وقد اختنقت بغبار المشاعر المنكسرة، وحطام الآمال المنهارة، فيمتلئ قلبك بالهم، ويعلو محياك الغم، لتنتهي غارقا في بحر من التعاسة والشقاء. كثير من مشاعر الكدر والتعاسة التي تصيبنا من حين لآخر، يكون مصدرها فشل توقعاتنا، ولو أننا منذ البداية لم نتوقع شيئا لما وقع لنا شيء من ذلك. مثلا حين نقع في الحب نتوقع من الحبيب أن يبادلنا نفس مقدار الحب الذي نكنه نحوه، وأن يخلص لنا مقدار إخلاصنا له، وأن يصدق في حبه كصدقنا معه، نتوقع منه كل ذلك ونمضي في علاقتنا به اعتمادا على تلك التوقعات، ولكن قد تثبت الأيام أن توقعاتنا كانت زيفا محضا، وأن الحبيب لم يكن يوما صادقا في مشاعره نحونا، فتصيبنا آنذاك صدمة فشل التوقعات، فنشقى. وقد نؤلف كتابا أو ننظم قصيدة أونرسم لوحة، فيأخذنا العجب بعملنا ونراه يستحق اهتماما خاصا من النقاد، فنتوقع منهم أن يكون لهم بشأنه رأي يماثل رأينا، وأن يرفعوه إلى مصاف الأعمال الكبرى، وأن يغرقوه بفيض من الحديث والنقاش والإعجاب غير المنتهي، لكن قد يحدث أن العمل حين يخرج إلى أرض الواقع لا يجد بين النقاد من يلتفت إليه أو يعيره أدنى اهتمام، فتخيب تتوقعاتنا وتتكسر أحلامنا المزهرة، فنشقى. ونحن غالبا نبذل الحب لأولادنا ونقدم لهم العطاء غاية ما نستطيع، ونتوقع منهم أن يقابلوا ذلك بالعرفان والامتنان، لكن تجارب الحياة تؤكد أن تلك التوقعات لاتصدق دائما، وقد يخيب الأولاد توقعات الوالدين فيهم، فيكون الشقاء. وقد نجتهد في عملنا ونفعل كل ما نستطيع من أجل إتقانه وإنجازه تاما في الوقت المحدد، ونتوقع في مقابل ذلك أن نتلقى الحمد والتقدير من رؤسائنا، لكنهم ليسوا دائما يفعلون، فتصيبنا مرارة خيبة التوقع، فنشقى. هذا الشقاء الذي نلتقي به كلما خاب التوقع، هو لم يحدث لنا بسبب الآخرين الذين لم يحققوا توقعاتنا منهم، وإنما حدث بأيدينا نحن، حين تركنا أنفنسا تتوقع حدوث المجهول وما لا تملك تحقيقه. وخلاصة النصيحة، حين تفعل شيئا، افعله لأن فعله يمدك بالسعادة، أو لأن فعله واجب عليك، ولا تفعله أبدا من أجل توقع حصولك على ما يقابله، حتى وإن كان توقع بر أولادك بك. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة