مللت من الحديث عن ضرورة مراجعة أنظمة الكفالة حماية للبلاد والعباد، وفي مناسبات كثيرة تحدثت عن بعض الإخوة المقيمين الذين يعيشون بيننا منذ عقود زمنية طويلة تصل إلى الخمسين والثلاثين عاما (وهم كثر) .. وأن هذه الفئات لم يعد لها من مكان تنتمي إليه سوى هذه البلاد الخيرة، فحياتهم ارتبطت ارتباطا وثيقا بنا، وغدت مشاربهم وأذواقهم وانتماؤهم مرتبطة ارتباطا كليا بهذه البلاد (خاصة الأبناء الذين ولدوا هنا وتعلموا في مدارسنا وتخرجوا في جامعاتنا) هذه الفئات تتوق للانتماء لهذه البلاد وقد علقت آمالها مع استحداث أنظمة التجنس إلا أن هذا الاستحداث لم يشمل الجميع، فباتوا على أمل أن يلحق بأنظمة التجنيس بعض الاستثناءات ومازال الأمل يحدوهم. هذه الفئات تحديدا والتي قضت أكثر من أربعة أو ثلاثة عقود، كتبت عنهم (أكثر من مرة) موجها حديثي لإدارة الجوازات، ومتمنيا عليها مراجعة نظام الإقامة بالنسبة لهم، ومع كل مقالة أتمنى أن تنيرنا إدارة الجوازات بمرئياتها حول بعض المقترحات التي تدرسها لوضع فئات من المقيمين أو أن تقول إن هذا الأمر غير ممكن .. وأذكر دائما أن نظام الإقامة الساري الآن لا يفرق بين إنسان عاش داخل البلد خمسين عاما عن سواه ممن دخل البلد بالأمس. وأعتقد أن هذا أمر يدعو للتفكير، وإعطاء تميز لهؤلاء عمن سواهم من الوافدين، وكنت سابقا قد اقترحت أن تكون إقامة هؤلاء مغايرة في اللون مثلا لتعطي إشارة للجهات المختلفة أن حامل هذه الإقامة هو إنسان قضى عقودا من الزمان داخل البلد مما يسهل عليه بعض الإجراءات وتمنحه بعض الرضى كتقدير معنوى لما قدمه للبلاد من خدمات .. طبعا هذا المطلب لم يتحقق وكنت متفائلا (حين كتابة تلك المقالات) لأبعد من ذلك كأن يمنحوا جوازات سفر سعودية أثناء تنقلهم خارج البلاد (يحدث هذا لبعض المقيمين في بلدان مختلفة).. هذا التفاؤل انحسر كثيرا، وظلت أمنية أن تتحرك إدارة الجوازات لدراسة أوضاع هؤلاء المقيمين، وكيف لها أن تستحدث تميزا لمن عاش داخل البلد كل هذه السنوات ولم يعد له من ارتباط ببلده الأم، وغدت كل تفاصيل حياته مرتبطة بوجوده هنا، هل يمكن لي أن أتفاءل مرة أخرى؟ وأربط مقال اليوم بجملة المقالات السابقة، ليغدو تميز هؤلاء أن يعفوا من الكفالة مثلا .. كما تحدثت أنه بالإمكان تحويل الأبناء إلى بنى تحتية للعمالة المهنية التي تفتقر إليها البلاد من خلال تجنيسهم، أمور كثيرة يمكن أن تحدث في هذا السياق وقبل أن أمضي أبعد من هذا تذكرت الآن مقولة جميلة: - ما دامت الحياة تسير فلن تنحسر الآمال.!! وهي مقولة موجهة لكل المقيمين الذين عاشوا معنا كل هذه السنوات، مؤكدا أن الماء ينساب في كل الاتجاهات .. وأن هذه البلد لن تخذلكم أبدا فأنتم من شارك في نمائها. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة