تكمن جدلية الحضور القيادي، ليس في استحداث الأهداف التكتيكية الاستراتيجية بعيدة أو قصيرة المدى فحسب، بل في رسم الرؤية وتحديدها بتمهيد السبل التي يسار عليها. وإن كان توخي رسم رؤى واضحة المعالم، محددة الأبعاد، سهلة الإدراك، حري بنا أن نصف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية بما هو آنف. فهو لا يضع الألقاب بينه وبين الآخر، فلا يوجد درج للصعود إليه، بل باب مفتوح دائما لاستشراف الحلول. «لا وقت إلا للعمل والإنجاز كل يوم لدينا تحد جديد يحتاج إخلاصا وصدقا ومهارة، عملنا مدروس يخضع لمنهجية واستراتيجية واضحة»، إنها الشفرة الكاريزمية لدى أمير الحج، الذي يقف في وجه الصحافيين كل عام واثقاً؟ لماذا يبتسم أمير مكة في نهاية الموسم؟ يجزم المقربون من الأمير خالد الفيصل أن السر هو في تحويل الفكر إلى مشاريع منجزة على الأرض ناجحة ومبهرة. لا تخفي مراسلة قناة «سي إن إن» الأمريكية نعمة الباقر دهشتها عقب لقائها الأمير خالد الفيصل: «إنه حاكم ومفكر راق في تعامله، كثير من الضيوف يتضجرون من فريق العمل لأننا نحتاج وقتاً طويلا لضبط عدسات الكاميرا وموقع الضيف، وعلى النقيض كان هو: متسامحا، مبتسما، ومتفهما، لقد ذهلنا بكرم تعامله». وتذكر لقمان التي تحدثت إلى «عكاظ» عقب بث لقائها مع أمير مكة: كان من المفترض أن يجلس الأمير على كرسي أكبر من الذي أجلس عليه في المقابلة، بيد أنه رفض وطلب كرسيا صغيرا، وعندما سألته كيف يحب أن يجلس رد علي مباشرة: «الخيار لكم أنتم محترفون وهذا عملكم». تعيد الصحافية نعمة التي غطت موسم الحج شريط كواليس المقابلة: «عندما كنت أسأله يرد بعد أن يفكر بعمق وفي وقت قصير، والمذهل أنه بعيد عن الإجابات الجاهزة والمكرورة، مجاف للبيروقراطية. كنت أعتقد أن بعض الأسئلة ستعكر مزاجه ولكن على العكس كان هادئا وواثقاً، إنه باختصار إنسان متواضع وفي الوقت ذاته رجل دولة وحاكم استثنائي». يحيط بالحاكم الإداري لمنطقة مكةالمكرمة فريق من المحترفين يقودون الإدارات المختلفة في الإمارة، ويجزم قيادي يعمل مع الأمير خالد أن الفرصة التي يمنحها أمير مكة لفريق عمله لا تتكرر في مواقع أخرى. ويذكر القيادي في حديثه مع «عكاظ» أن أمير مكة يوزع المهمات بكل دقة على العاملين معه ويترك لهم حرية اتخاذ القرارات بمسؤولية واقتدار ما أسهم في تعزيز الثقة والمسؤولية في خطين متوازيين نتج عنهما عمل حقيقي. ويبين أن أفكار الأمير خالد في البداية قد لا يفهمها البعض ولكن نكتشف أنها تحاكي المستقبل وتطل على الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن أمير مكة يضعه كل يوم في تحد جديد لصناعة مستقبل المنطقة. وعن تفاصيل يوميات الأمير خالد الفيصل في الحج: لا ينام كثيرا، ويرصد الملاحظات ويوجه فوراً بتشكيل لجنة تضع الحلول مباشرة ويتابع في اليوم التالي نتائج تنفيذ ما أقر ويحاسب في حالة التقصير. وينبه القيادي في الإمارة إلى أن الأمير يؤمن بمقترحات من يعملون معه ويحترم صلاحياتهم واختصاص كل على حده، ويتركنا نتعلم من الأخطاء وإن أراد أن يؤنب في كثير من الأحيان فنظرة منه تكفي كي نعيد حساباتنا. يؤكد القيادي في الإمارة أن كثيرا من العاملين حول حاكم منطقة مكة يعملون معه بإخلاص أكثر؛ لأنهم يحبون خالد الفيصل، مشددا على أن عبارته الشهيرة «العمل غير العادي لا يقدمه إلا المبدعون» تدفعهم لبذل المزيد من العطاء. أخيراً .. ماذا لدى خالد الفيصل اليوم؟ «عكاظ» اتصلت بمدير العلاقات العامة والدراسات في الإمارة سلطان الدوسري الذي أكد أن الأمير سيقود اجتماع مجلس المنطقة وأول المواضيع على أجنتده رئاسته فريق التحقيق في الحملات التي احتالت على الحجاج.