سمي عيد الأضحى بهذه التسمية في دلالة على علاقته بالحج، الدلالة التي تضع هذا العيد في صلب مقاصد الحج وفلسفته، فلا يمكن التأمل والنظر في عيد الأضحى بعيدا عن الرؤية الإسلامية لمفهوم الحج. وهذا الاقتران بين عيد الأضحى والحج، يجعل مفهوم العيد يضيف من المعاني إلى الحقل الدلالي لمفهوم الحج، ويجعل مفهوم الحج يضيف كذلك من المعاني إلى الحقل الدلالي لمفهوم العيد. الأمر الذي يعني أننا لا يمكن أن نفهم العيد فلسفته ومقاصده بعيدا عن الحج فلسفته ومقاصده، ولا يمكن أن يكتمل فهم الحج فلسفته ومقاصده بعيدا عن مفهوم العيد فلسفته ومقاصده. ويتأكد هذا التلازم والارتباط، إذا أخذنا بعين الاعتبار العنصر الزمني للعيد في أيام الحج، حيث يقع في يوم العاشر من شهر ذي الحجة، أي في قلب أيام وأعمال الحج. وسمي هذا العيد بعيد الأضحى لأن الحاج يقدم فيه أضحية، وكأنها بمعنى الفداء عن الذات لله سبحانه، كما فدى نبي الله إبراهيم عليه السلام كبشا عن إسماعيل، وذلك بعد أن تمنى على ربه وهو في منى، أن يجعل مكان ابنه إسماعيل كبشا يأمره بذبحه فأعطاه الله ما تمنى. في حادثة مثلت أعظم امتحان إلهي يتعرض إليه الإنسان، الامتحان الذي وصفه القرآن الكريم بالبلاء المبين في قوله تعالى (إن هذا لهو البلاء المبين) الصافات، آية: 106 وأراد الله سبحانه بهذه الأضحية أن يذكر الناس بالامتحان العظيم الذي مر على أبي الأنبياء إبراهيم الخليل، حين أمره سبحانه أن يذبح ابنه إسماعيل، الامتحان الذي شرحه القرآن الكريم في سورة الصافات في قوله تعالى (فبشرناه بغلام حليم. فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين. فلما أسلما وتله للجبين. وناديناه أن يا إبراهيم. قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين. إن هذا لهو البلاء المبين. وفديناه بذبح عظيم. وتركنا عليه في الآخرين) الآيات: 101 108. هل يمكن أن يتخيل الإنسان امتحانا كهذا الامتحان ويفوز فيه كما فاز النبي إبراهيم، وهل يمكن أن يتخيل الإنسان ابنا كإسماعيل يخاطب أباه وهو يحدثه عن أمر الله بذبحه فيقول (يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين). هذا الموقف الذي ليس له نظير في تاريخ الإنسان، أراده الله أن يكون خالدا لشدة ما فيه من عبرة وموعظة، وتصديقا لقوله تعالى (وتركنا عليه في الآخرين). ليس هذا فحسب، وإنما أراد الله أن يتمثل الإنسان هذا الموقف بالأضحية التي يفدي بها، والتي ينبغي أن تعني له وكأنه يفدي عن نفسه تطهيرا لذاته، وتقربا لربه. ومن جهة أخرى، إن العيد في الإسلام يرتبط بالعطاء، ففي عيد الفطر يعطي الإنسان زكاة الفطرة، وفي عيد الأضحى يعطي الحاج هديا، ليكون العيد تذكيرا وتراحما وتكافلا مع الفقراء والضعفاء والمحتاجين من الناس. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 115 مسافة ثم الرسالة