** وسط مشاعر روحانية وقلوب مفعمة بالإيمان، أدى ضيوف الرحمن فريضة الحج هذا العام بكل يسر وطمأنينة، واهتزت أفئدة ثلاثة ملايين حاج وهم يرفعون أكف الضراعة إلى المولى عز وجل ودموعهم تنساب على وجوههم، وأيديهم ترتعش إلى السماء، وأملهم ورجاؤهم مغفرة الله ورحمته، في مشهد إيماني عاشه حجاج بيت الله الحرام في الأيام المباركة في أقدس بقعة على وجه الأرض، وسط خدمات راقية ومتكاملة وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين. ** وما أروع المشاهد التي ازدانت بها أرجاء المشاعر المقدسة، كما ازدانت بأثواب الصفاء والنقاء والطهارة، وعكست تلك الإحرامات مظهرا إسلاميا وعيدا يجسد مدى تضامن المسلمين ووحدة صفهم وكلمتهم. ** وما أجمل صدى الصوت الذي نادى «الله أكبر» و«لبيك اللهم لبيك»، وتفاعلت معه الأوساط كافة والأجهزة والإدارات، وترجمت بواقع عطائها وجهدها تقديرها لهذا الصدى وتلك الكلمات. ** المشهد الإيماني في الحج دعوة صادقة للمحبة والرحمة والود والإخاء والتكافل والتضامن بين المسلمين، فالمحبة أساس الحياة، ولولاها لما استمرت البشرية. ** إن نجاح الحج هو نجاح منظومة متكاملة من المشاريع والخدمات، التي عكستها ووفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين، وجسدها كل مواطن عمل في خدمة حجاج بيت الله الحرام، منذ أن وطأت قدماه أرض المملكة إلى مغادرته سالما غانما إلى بلده وقد من الله عليه بأداء الفريضة بكل يسر وسهولة. ** وأخيرا، وفي حج كل عام، يترجم أبناء الوطن أسمى معاني التفاني في خدمة ضيوف الرحمن وبكل همة وإخلاص، ويترجمون كل الخطط في واقع الميدان، بعد أن تلقوا التدريب المؤهل، وتدارسوا الخطط المدروسة، وتعاونوا معا يدا بيد إلى أن تعلن المملكة نجاح الحج، وهو نجاح بمثابة وسام على صدر كل مواطن ومقيم، عمل في خدمة ضيوف الرحمن، وعكس الصورة الحضارية لبلادنا المعطاء.