في سلسلة من المؤلفات قدم الأستاذ الدكتور مطيع الله بن دخيل الله بن صرهيد العوفي الحربي، ومن خلال دراسات في التربية والسلوك ستة كتب عن المفاهيم .. فالأول بعنوان: «انقلاب المفاهيم وبداية انحرافها». وعن ذلك يقول في المقدمة: من المعلوم أن الإسلام جاء ليصحح المفاهيم الخاطئة، ويصوبها نحو الحقائق السليمة، وقد بنى الأخلاق الكريمة على أحسن حال، وقوم السلوك على أسس صحيحة، ومبادئ قويمة؛ ليحيا الإنسان على رشد وبينة من أمره، ويهلك من هلك عن بينة. وأرسل الله الرسل (صلوات الله وسلامه عليهم) لهداية البشرية، مبشرين ومنذرين، لئلا يكون للناس على الله حجة يتذرعون بها بعد الرسل (صلوات الله عليهم وسلامه). قال تعالى: «رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما» النساء: 165. وختمهم بسيدهم نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) فأرسله بالإسلام، وجعله خاتم الأديان، ومهيمنا عليها، لا دين غيره عند الله مقبولا. قال تعالى: «ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين» آل عمران: 85. لأنه اشتمل على محاسنها، ورفع به الإصر والأغلال التي كانت في الأديان السابقة عليه، ويسره، فأسس بذلك حضارة تنقذ أمة في الدارين، فمن اتبعه صلح حاله، واستقام سلوكه، وبذلك تكون مجتمعا مترابطا ومتكافلا، كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فاستقام أمره على مفاهيم قويمة، ومبادئ صحيحة. وفي الكتاب الثاني الذي صدر بعنوان «الجهل بالدين وخطورته» يقول الدكتور مطيع الله: لما كان الجهل ولا يزال يؤدي بأصحابه إلى الهاوية، فتتراكم عليه الذنوب، وقد يؤدي بأصحابه إلى البدع أو الكفر والعياذ بالله، فيخسر الدارين، الدنيا والآخرة. ولما كثر في هذا الزمان الدعاة الجهلة الذين يدعون العلم ويفتون، وهم في جهالة جهلاء، وضلالة عمياء. وقد اغتر بعضهم بما لديه من ظنون يرى أنها من العلم الصحيح، ويصف غيره ممن لا يسلك منهجه بالجهل، وينهى عن اتباعه والبعد عنه، ولو كان من أفضل العلماء الصالحين، فاختلط الأمر في أذهان بعض الناس، حتى عادوا لا يعرفون الصواب عند من؟! لهذا أحببت أن أسهم بما يصحح الأفهام، ويجلو الغمام. أما الكتاب الثالث فيقول في مقدمته: طلب مني بعض الأحبة ممن يحسنون الظن بي بعد أن قرأوا بعض مؤلفاتي: أن أكتب بحثا مختصرا في الغلو والتطرف في الدين، أجلي فيه الحقائق، وأدحض به الأباطيل، ليدرس لمن ضل في هواه، واعتنق أفكار الغلاة، ولما وقع مني ذلك موقع القبول لبيت الطلب، خدمة للإسلام والمسلمين، وموعظة للمتعظين، وسميته «الغلو والتطرف في الدين» رغبة لما عند الله من حسنات للمحسنين، جعلني الله وإياك منهم، فإن وفقت فهو من فضل ربي، وإن كانت الأخرى فحسبي أني بذلت قصارى جهدي في إحكام هذا الموضوع، وتبيين حقائقه بقدر استطاعتي، وما توفيقي إلا بالله العليم العظيم. وإلى الغد لنستكمل استعراض بقية الإصدارات للأستاذ الدكتور مطيع الله الحربي.