كثر الحديث في المجالس وعلى صفحات الجرائد والمجلات عن الولاء والبراء، لهذا خصص الأستاذ الدكتور مطيع الله بن دخيل الله بن صرهيد العوفي الحربي الكتاب الرابع من سلسلة «دراسات في التربية والسلوك» بهذا الإصدار وهو بعنوان «الولاء والبراء» وفي مقدمته يقول: «فقد كثر اللغط، والزور والتزوير من بعض المنتسبين إلى الدين في مسألة الولاء والبراء، فأخذ يحرض المسلمين بعدم التعامل مع الكفرة أجمعين؛ اعتمادا منه على فهم بعض الآيات التي تحض على التبرئة من المشركين وعدم موالاتهم البتة كقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) الممتحنة: آية 1 وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين) النساء: آية 144، وغيرها مما جاء في القرآن الكريم على منوالهما. ولما اختلط الحابل بالنابل، البعض يرى أن أي تعامل مع الكفرة والمشركين يكون من باب الموالاة لهم، وركزوا على ما جاء في أوائل سورة الممتحنة، واختزلوها اختزالا، وتركوا ما جاء بعدها، ولم يعودوا إلى أقوال العلماء في ذلك. ولما كان الأمر في مثل هذا التأويل خطير أحببت أن أضع بين يديك أخي القارىء بحثا يوضح الولاء والبراء كما جاء بها الإسلام دون محاباة لأحد، ولا خشية من أحد إلا الله تعالى العظيم راجيا أن يكون ذلك في ميزان حسناتي، وأن يجعله المولى من العلم النافع الذي لا ينقطع بعد الممات إنه سميع مجيب، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين». وفي الكتاب الخامس وهو بعنوان «التكفير وخطورته» يقول الدكتور مطيع الله: «لم تعان أمة الإسلام من فتنة نزلت بها مثل معاناتها من آفة التأويل، وبدعة التكفير، التي أخذت تتغلغل في عقول بعض أبنائها من عهد الخلافة الإسلامية الأولى، وحملتهم على تكفير المسلمين، وبعض ولاة الأمر لغير مقتضى شرعي، فأهدروا دماءهم، واستحلوا أموالهم دون أن يكون لهم دليل صحيح من الشرع الحنيف، بل كانت أدلتهم مجرد شبه، وأفكار ضالة قائمة على التأويل الباطل روج لها أعداء الإسلام بزعامة اليهودي (عبد الله بن سبأ) الذي أظهر الإسلام، ليتسلل داخل صفوف المسلمين، ويشعل نار الفتنة بينهم في وقته فأسس أول فرقة ضالة في الإسلام أرهبت المسلمين في المدينةالمنورة، وقتلت ثالث الخلفاء الراشدين الصحابي الجليل (عثمان بن عفان) رضي الله عنه، ظلما وعدوانا». أما الكتاب السادس والأخير في سلسلة «دراسات في التربية والسلوك» للدكتور مطيع الله الحربي، فقد صدر بعنوان «الجهاد الصحيح» وفيه يقول: «فقد كثر في هذا العصر اللغط في الجهاد اإسلامي: كيف يكون؟ وأخذ بعض الناس وخاصة الشباب منهم يخلط بين القتال المذموم والجهاد المشروع، فأخذ يفتي أن ما نحن فيه من إرهاب ورعب هو ذاته الجهاد الذي رفع به الله أقواما درجات، فاختلط والتبس الأمر بين القتال المذموم والجهاد المشروع في أذهاب بعض الناس، فساءت صورة الإسلام في أذهان الكفرة وأعداء الدين الإسلامي، وأخذوا يتهمون الإسلام بأنه دين رعب واعتداء لا دين سلام وأمان. ولما كان الأمر كذلك أحببت أن أجلي الموضوع من جميع جوانبه لتظهر لنا الحقائق الصحيحة، لا المعوجة السقيمة، فيستبين الحق من الباطل، ويتضح الفرق بين القتال المذموم، والجهاد المشروع، وقد سميته «الجهاد الصحيح» راجيا به عفو ربي وإحسانه إنه سميع مجيب». تحية للدكتور مطيع الله الحربي على ما أثرى به المكتبة وشكرا على إهدائه الكريم.