يؤدي 1400 حاج من 81 دولة، الفريضة هذا العام 1432ه على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ووفرت لهم الرعاية الكاملة من توجيه وتوعية بالمناسك، إضافة لزيارة المدينةالمنورة، المواقع والمتاحف الإسلامية والالتقاء بالعلماء والدعاة داخل المملكة من عدة لغات. وبلغ عدد حجاج برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين منذ انطلاقة البرنامج وحتى الآن 18 ألف حاج من جميع قارات العالم في بعض الأعوام، وفي أعوام أخرى يجري التركيز على قارة من قاراته تكون أكثرية الضيوف منها. وشرف خادم الحرمين الشريفين وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنحها الإشراف على البرنامج سعت ببذل كل ما في وسعها لإنجاحه، وجندت كل طاقتها للوقوف على راحة ضيوف خادم الحرمين الشريفين في هذا البرنامج عبر خطط مدروسة، تنسيق مسبق وعمل دؤوب، مستلهمة ذلك من منهج ولاة أمر هذه البلاد ونهجهم في خدمة الدين والوطن، وكل ما من شأنه الرقي بالأمة الإسلامية عموما وهذه البلاد خصوصا. ويهدف البرنامج إلى تحقيق جملة من الأهداف في طليعتها إنفاذ رغبة خادم الحرمين الشريفين في استضافة حجاج على نفقته الخاصة كعمل خيري منه لوجه الله، إظهار روح التعاون والتعاضد والأخوة الإسلامية بين المسلمين، زيادة وعي المستضافين بأمور دينهم، وإتاحة الفرصة لمن لم يسبق له الحج لأداء هذا الركن، توثيق الصلات مع الشخصيات الإسلامية المؤثرة في مجتمعاتها والمؤسسات الإسلامية والجاليات والأقليات المسلمة في الخارج بما يعود بالنفع على العمل الدعوي ويقويه. وحقّق البرنامج خلال الأعوام ال 13 الماضية أثرا طيبا في نفوس المسلمين وعاد بالنفع على من شاركوا فيه في الأعوام الماضية، وتزودوا بالعلم النافع من خلال الدروس العلمية والندوة السنوية التي تقيمها الوزارة كل عام. وأسهم البرنامج في تحقيق التواصل مع الشخصيات الإسلامية المؤثرة والبحث فيما بينهم في كل ما من شأنه الرقي بمجتمعاتهم المسلمة إلى درجات أعلى وأكمل، وإبراز الدور الرائد للمملكة في نصرة الإسلام والمسلمين، ودحض كثير من الشبه والافتراءات التي تطلقها بعض الأصوات من هنا وهناك، ويشبه البرنامج بصورة مصغرة لواقع المسلمين في توادهم وتراحمهم وتكاتفهم وتعاضدهم. ووجه البرنامج عند انطلاقته في عام 1417ه لفقراء المسلمين في دول أوروبا الشرقية بعد استقلالها عن الاتحاد السوفيتي لحاجتهم الماسة في ذلك الوقت للأخذ بأيديهم ومساندتهم لتأدية فريضة الحج، وتوثيق علاقتهم بإخوانهم المسلمين في شتى بقاع الأرض بلقائهم في أطهر البقاع، ومنذ عام 1426ه ومع المتغيرات في تلك الدول تطور البرنامج، ثم وضعت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ضوابط ومعايير يجري من خلالها اختيار المرشحين للبرنامج، ليستضيف أكبر عدد ممكن من المسلمين ممن لم يسبق لهم أداء فريضة الحج. وتتمثل أبرز المعايير والاشتراطات في أن يكون من الشخصيات الإسلامية المؤثرة والمعتدلة، أو من حديثي الإسلام أو من طلبة العلم، وألا يقل عمر الشخص عن 18 عاما، وألا يكون كبير السن كبرا يعيقه عن أداء الحج، وأن يكون من بين من يجري اختيارهم من كل جنسية من يتكلم اللغة العربية لتسهل عملية الترجمة في الدروس العلمية ومناسك الحج، ويفضل أن يكون المترجمون من الدعاة، كما يفضل أن يكون من بينهم أطباء، للاستفادة منهم في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية، لمعرفتهم بالأمراض السائدة في بلدانهم والثقافة الصحية المنتشرة في تلك البلاد. وإلى جانب تلك الشروط ينبغي أيضا استيفاء المعلومات عن كل حاج من خلال استمارة، يجري إعدادها بدقة وعناية، وإرسال بيانات أسماء الحجاج قبل سفرهم بوقت يسمح ترتيب استقبالهم ونقلهم وسكنهم، كما يفضل ألا يكون ممن سبق له أداء فريضة الحج. وتتولى اللجنة الشرعية والعلمية في البرنامج مسؤولية توعية ضيوف خادم الحرمين الشريفين فيما يتعلق بمناسكهم وجعلها موافقة لحجة النبي، حيث تنظم اللجنة البرامج التوعوية المكثفة المعدة لهذا الغرض مثل إلقاء كلمة أو درس تجري ترجمتها حسب الجنسيات، كما أعدت اللجنة مسابقات ثقافية تنظم للضيوف وتطرح عليهم الأسئلة المتنوعة، ويكافئ المجيب بجوائز رمزية مناسبة لإجاباتهم على تلك الأسئلة، كما توزع اللجنة الترجمات لمعاني القرآن من إصدار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة، حيث اعتمدت الكثير من الترجمات المتوافرة منها لهؤلاء الحجاج، ويجري توزيعها عليهم منذ قدومهم، حتى يستفيدوا منها ويقرأوها خلال وجودهم في المشاعر. للجنة الثقافية والإعلامية دور كبير في الجانب الثقافي من خلال الندوات والمسابقات التي تنظمها إلى جانب لجان السفر والاستقبال، الإسكان والنقل، الخدمات الإدارية، الخدمات، المشاعر، المدينةالمنورة والشؤون الخارجية، وكل لجنة تؤدي أعمالها المناطة بها لخدمة ضيوف خادم الحرمين الشريفين. وأطلق البرنامج موقعا للاستضافة على الإنترنت يسهل التواصل مع المرشحين قبل وبعد الاستضافة ويسهم في التواصل مع الجهات الإعلامية في الداخل والخارج ويرصد جميع أخبار البرنامج.