ظلت المملكة لعقود طويلة تقدم مساعداتها للدول الشقيقة والصديقة وإسهاماتها لمنظمات ومؤسسات العمل الإنساني والخيري دون أن تحرص على الإعلان عن ذلك إيمانا من قادتها بأن ما تقدمه المملكة لأشقائها وأصدقائها وللمجتمع الدولي إنما هو جزء من هويتها المعطاءة التي لا تنتظر مقابلا، حتى جاءت أزمة الاحتلال العراقي للكويت حيث كانت صدمة جحود ونكران البعض دافعا لإعادة النظر في هذه السياسة، وأصبح من الضروري أن نحصن الذاكرة العربية والإسلامية والدولية ضد النسيان وخاصة الذاكرة المصابة بالثقوب!!. اليوم حين أستجمع كل ما تقدمه المملكة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وهو لا يقتصر على استقبال واستضافة وتوديع الحجاج خلال أيام معدودة وإنما عمل جبار على امتداد سنوات لا تنقطع من البناء والتهيئة والتطوير للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، أتساءل عما إذا كان مثل هذا العمل يمكن أن يكون عابرا على أي ذاكرة بشرية دون أن يستقر فيها بالتقدير والامتنان إلى الأبد!!. لقد سخرت هذه البلاد كل إمكاناتها وطاقاتها وثرواتها البشرية والمادية على مر التاريخ لخدمة الحرمين الشريفين والمعتمرين والحجاج، و وفت بالتزاماتها التطوعية تجاه أشقائها وأصدقائها على أكمل وجه، فاستحقت موقعها الريادي في العالم الإسلامي ومكانتها المرموقة في المجتمع الدولي، وقبل كل شيء موقعها الأثير في نفوس المسلمين وذاكرة المنصفين!!. [email protected]