قدح في ذهني قبل أن أشرع في كتابة المقال احتمالية تكراري لذات الجدل المستعر بين عشاق الورق ورواد التقنية حول انتهاء عصر الصحف الورقية مع المد الجارف للإعلام الجديد وارتفاع أسهم المدونات والصحف الإلكترونية، وهي مسألة «وقت» على أية حال لا تقبل المكابرة أمام حركة «الجزر» التي تجتاح وسائل الإعلام التقليدية، والصمت الذي يسبق «تسونامي» الإعلام الجديد، مع فارق الزمان والمكان بيننا وبين مجتمعات استوطنت «وادي السيلكون» ونحن مازلنا رقادا في مراتعنا. بعيدا عن الجدل وجلد الذات، فقد أدمنت خلال الفترة الماضية على متابعة قنوات «الإنترنت» وترقب جديدها، لاسيما بعد دخول مجموعة من شبابنا وفتياتنا إلى ميدانها، والمبادرة بحد ذاتها تعتبر منجزا بغض النظر عن المحتوى، فمع قلة ذات اليد واستكبار الفضائيات عن احتواء ذوي الموهبة، لم يعد في عصرنا الرقمي مجال لحكر الأفكار وحبسها، وأنا أتكلم هنا عن «الفكرة» لا عن الشكل الفني، فكل مايعتازه أولئك (كاميرا برنامج مونتاج بسيط على أي حاسب محمول موقع للتصوير)، ومن بعدها أسس قناتك الأولية على موقع كاليوتيوب مثلا وانطلق في رحاب التفاعلية ... وهذا هو النمط السائد حاليا في تجارب شبابنا على الإنترنت، بعضهم ضرب معدلا مرتفعا في نسب المشاهدة كقناة «صح» التي بثت عدة حلقات من نشرة «التاسعة إلا ربع» مع مشاهد فكاهية ناقدة بعنوان «ناس غير»، إضافة إلى البرنامج الحواري «سبعة أسئلة»، الأمر الذي حفز مجموعة أخرى من الشباب إلى إطلاق «كبسولاتهم» الإنترنتية، كبرنامج «لا يكثر» أو «على الطاير»، نعم هناك مضمون قد يعد «استحلابا» للنكتة وعدم وضوح الفكرة بشكلها النهائي، إلا أنها تمثل طاقة إبداعية خلاقة، تستحق التأمل. أضرب مثالا آخر على تلك القنوات، وهي تجربة الطفل السعودي «ميشو» الذي لم يتجاوز السادسة من عمره الذي عرف في فضاء اليوتيوب منتقدا قصة «سعدون وليمون» بلغته العربية المكسرة التي أمعن فيها كاشفا حال تعليمنا مقارنة بالدولة التي ولد فيها بعدد مشاهدة بلغ نصف مليون مشاهد، مما حفز والده إلى إطلاق برنامج «ميشو على الهواء» يستقبل فيه الاتصالات ويجيب بسجيته على اتصالات العرب والعجم!. تجولوا كما تجولت في ذلك الغمار، ولا تفوتكم نكتة هذه المسألة «عندنا» عندما أسأل بعض القائمين على تلك القنوات عن هدفهم، فتأتيني الإجابة: حتى تهتم فينا القنوات التلفزيونية ونجد مكانا عندهم!، حسنا فعلتم ... فكبسولاتكم في واقعها «مهدئة» تدار بشعار: هكذا ندهن سير قنواتنا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة