اتصالات عديدة تلقيتها في الفترة الأخيرة، من عدد من الصحافيين، في صحف عربية، تسألني عن رأيي صراحة، في جائزة الطيب صالح العالمية، التي أطلقتها شركة زين للاتصالات في العام الماضي، وتعلن نتائجها في شهر فبراير المقبل، متزامنة مع الذكرى الثانية لوفاة الطيب. كانت الأسئلة في معظمها منصبة على أهمية تلك الجائزة من عدمها، وهل هي حقا جائزة نزيهة، ستنحاز للإبداع فقط؟، أم ستسعى لاقتناص الأسماء الكبيرة في مجالاتها المختلفة، كالرواية والقصة والنقد؛ من أجل ترسيخ نفسها في حقل الجوائز الأدبية. هذه الأسئلة التشكيكية في الجائزة، وفي جوائز أخرى، استحدثت أخيرا في الوطن العربي من أجل الإبداع، تبدو غير عادلة، وقد قلت كثيرا في أماكن عدة، إن أية جائزة عربية هي مكسب للثقافة، سواء حصل عليها مبدع كبير أو صغير، وأية التفاتة للمبدعين تدعو للاحترام، وقد ظلت الكتابة العربية لسنوات طويلة بعيدة عن أي احتفاء، لا جائزة، ولا تكريم لمبدع في حياته، ولا اهتمام من أية جهة، بعكس الرياضة وكرة القدم بالتحديد، التي يحتفى بها في كل وقت وأي مكان. لم تكن المؤسسات العربية الداعمة لتلك الجوائز مجبرة حين أنشأتها، وتصرف على فعالياتها سنويا، ولم تكن مؤسسة زين للاتصالات مضطرة لأن تدفع هذا المبلغ الكبير، وتتعهد بدفعه سنويا، وكان بإمكانها إنفاقه في أي ضرب آخر من ضروب الدعاية، بعيدا عن حقل الثقافة الوعر. الجائزة في رأيي تكريم حقيقي لذكرى الطيب، وما حصل الطيب في حياته على جائزة مادية ذات قيمة. كانت جائزته هي حب الناس لإبداعه، وانتشاره، وتأهله لأن يخلد في جائزة كبرى تمنح للأجيال التي قدمت بعده. أيضا، تبدو لي الجائزة حافزا جيدا للكتابة نفسها، وأنا على ثقة أن الكثيرين قد أمدوها بالأعمال المتنافسة، وسيكون هذا دأبها كل عام، تماما مثل جائزة البوكر العربية التي تواجه كل عام بانتقادات بلا حصر، ويشارك فيها حتى الذين ينتقدونها. أمام جائزة الطيب صالح العالمية مشوار طويل من الانتقاد، مشوار طويل من التشكيك، وأتمنى ألا يؤثر ذلك على معنويات منشئيها، فتحذف من خارطة الجوائز العربية. أقول مرة أخرى، إننا لم نصدق أن ثمة جوائز للكتابة موجودة الآن في وطننا العربي، سواء أنشأتها دول، أو مؤسسات خيرية، أو شركات اتصالات، أو حتى أفراد، لا شيء يقلل من قيمة الجائزة، حين تمشي في مسارها الصحيح، وتمنح للذين يستحقونها عن جدارة، لا نريد أن نخاصم مكتسباتنا حتى لا نفقدها، ولا نريد الرجوع إلى العهد القديم، الذي كان فيه المبدعون في نظر المجتمع، مجرد عاطلين بلا نفع. كل تقدم في مجال الثقافة محتفى به، وكل جائزة مرحب بها. للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 104 مسافة ثم الرسالة