اكتسب شهرته (رحمه الله) مفكرا وأديبا ومثقفا وعاشقا لمكة ومحبا للقرآن خادما له أكثر من شهرته وزيرا. نذر حياته ونفسه ساعيا في حاجات الناس وقضاء أمورهم شفيعا ونصيرا للمظلومين والمكلومين والمحتاجين. كنت أتأمل سير وأسماء عشرات الوزراء الذين خرجوا من مناصبهم فخبا ذكرهم وطويت صفحاتهم ولم يسمع المجتمع والوطن منهم نفعا ولا شفعا. أما « أبا ياسر» رحمه الله فقد ظل طيلة حياته لا يغيب عن مناسبة ثقافية أو اجتماعية أو علمية. إذا كانت وزارة الإعلام التي قضى فيها ما يزيد على ثمانية أعوام من 1976م حتى 1983م فإنه يعتبر أحد أبرز وزراء الإعلام الذين تركوا أثرا بارزا في مسيرة الإعلام السعودي. كنت ولا أزال أذكر أنه من أوائل بل من قلائل الوزراء الذين عاشوا بساطتهم وتواضعهم ولطفهم مع العاملين في الحقل الإعلامي. كان أول وزير إعلام يقوم بجولة على إذاعة القرآن الكريم ويسأل عن نشاطها كما استحقت عن ذلك. تفصيلا عن بعض الإعلاميين والمسؤولين الذين استضافتهم الثلوثية الدكتور علي الخضيري وإبراهيم الصقعوب وغيرهما. لقد استمعت إلى حديثه عدة مرات ومرات في مجالس متفرقة كان من آخرها في إثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة. امتازت شخصيته (رحمه الله) بالتواضع غير المتكلف والجرأة في الحق وعدم المجاملة خصوصا عندما يتعلق بأمرين أحبهما وقضى عمره من أجلهما وهما مكة وخدمة القرآن. وكم تمنيت أن يوجد في مكة أمثال الدكتور محمد عبده يماني عشقا وهوى ولهثا لخدمتها. أما ذاكرته القوية التي كانت تختزن معلومات دقيقة وتفاصيل مهمة عن أحداث وشخصيات بل يزف إلى من يستمع إليه مفاجآت جميلة ومواقف طريفة تزيل كل فجوة أو جفوة بينه وبين من يستمع إليه. إنه بحق شامة في جبين الوطن وبفقده غابت إحدى شموع الغيرة والإخلاص وانطفأت معه شعلة مضيئة من الحب والحماس لمكة والبلد الحرام. كم نحن بحاجة إلى أولئك الرجال الذين يبذلون وقتهم وجهدهم في نفع عام يعود على الوطن بكل خير. استمعت عدة مرات إلى شيخنا محمد بن ناصر العبودي وهو يتحدث عن الراحل وأنه شخصية ثقافية متميزة رافقه فيها في عدة رحلات وكان نعم الرفيق والصديق والصاحب. وكم كان الوقع عليه حين أخبرته بوفاة صديقه الدكتور محمد عبده يماني. حيث كنا نتحدث قبلها بليلة واحدة عن الرغبة في طباعة الرحلة التي ترافقا فيها لزيارة أحوال المسلمين قبل عدة سنوات. رحم الله الفقيد المكي المحب محمد عبده يماني وجزاه خير الجزاء على جهوده المباركة في خدمة الدين والوطن وأسكنه فسيح جناته. [email protected] فاكس : 014645999 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 253 مسافة ثم الرسالة