يشهد ولي عهد إسبانيا صاحب السمو الملكي الأمير فيليبي دي بوربون، حفل إطلاق معرض (روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور) في محطته الثانية في برشلونة. المعرض الذي ينطلق غدا، بحضور رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى إسبانيا صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، تستضيفه مؤسسة لاكاشيا في برشلونة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار يستمر حتى 24 ربيع الأول 1432ه. وتعد صالة العرض في مؤسسة لاكاشيا في برشلونة المحطة الثانية بعد باريس، لمعرض (روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور)، الذي صدرت الموافقة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- على انتقاله إلى عدد من العواصم الأوروبية والمدن الرئيسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وعبر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير فيليبي دي بوربون ولي عهد إسبانيا على رعايته لافتتاح المعرض الذي يأتي تعزيزا للعلاقات المميزة بين المملكة وإسبانيا، لا سيما في المجال الثقافي. وثمن الأمير سلطان، مبادرة مؤسسة لاكاشيا لاستضافة المعرض وتحمل تكاليف إقامته، مشيرا إلى أن حرص المؤسسة على حجز المعرض بعد متحف اللوفر في باريس مباشرة يؤكد اهتمامها بما يحويه المعرض من قطع أثرية مهمة، وبما تمثله المملكة من مكانة تاريخية وحضارية. واعتبر رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، انتقال المعرض بين عدد من المتاحف الشهيرة في أوروبا وأمريكا، تأكيدا على مكانة المملكة التاريخية، وإسهاما في تعريف العالم بالبعد الحضاري للمملكة، وما تمثله الآثار السعودية من أهمية خاصة في اكتمال فهم حلقات التاريخ البشري، وتأصيلا لما تتبوأه المملكة اليوم -في ظل اهتمام القيادة يحفظها الله- من مكانة في قيادة التواصل الإنساني. وأشار الأمير سلطان إلى «أن عرض المملكة لعدد كبير من قطعها الأثرية المتنوعة ذات القيمة الاستثنائية خارج أراضيها، يأتي امتدادا لحضور المملكة العالمي وما تحتله من منزلة متقدمة على الصعيد الدولي من خلال مكانتها الإسلامية باحتضانها الحرمين الشريفين، ودورها الاقتصادي وتأثيرها في العلاقات الإنسانية، انطلاقا من موقعها الجغرافي المميز الذي شكل محورا رئيسا في المجالات الثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب، وجسرا للتواصل الحضاري عبر العصور». يذكر أن مؤسسة لاكاشيا تتحمل تكاليف إقامة المعرض كما تحمله متحف اللوفر في باريس والمتاحف والمراكز في المدن المقبلة التي ستستضيف المعرض مما يعكس الأهمية التاريخية والحضارية للمملكة، والقيمة الكبيرة للقطع الأثرية لهذا المعرض، التي تعرض بهذا الحجم والتنوع خارج المملكة. ويضم المعرض 320 قطعة أثرية تعرض للمرة الأولى خارج المملكة من التحف المعروضة في المتحف الوطني في الرياض ومتحف جامعة الملك سعود وعدد من متاحف المملكة المختلفة وقطع من التي عثر عليها في التنقيبات الأثرية الحديثة، وتغطي قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) وحتى عصر النهضة السعودي، وتمر هذه الفترة الطويلة بالعصور الحجرية ثم بفترة العبيد (الألف الخامس قبل الميلاد) ثم بفترة دلمون ثم فترة الممالك العربية المبكرة، ثم الممالك العربية الوسيطة والمتأخرة، ففترة العهد النبوي ثم فترات الدولتين الأموية والعباسية والعصر الإسلامي الوسيط والمتأخر، وأخيرا فترة توحيد المملكة العربية السعودية، وما تلاها من تطور وازدهار يتضح في كل مجالات الحياة، خاصة في خدمة الحرمين الشريفين.