أغمض فواز العنزي جفنيه عقب أن أزاح من على كاهله هم سقف يؤويه وأطفاله إثر حصوله على منزل قدمه مشروع إسكان خيري في عرعر، إلا أن هواجس المستقبل ما زالت تتربص به وصغاره الذين لم يحصلوا على الجنسية مثل أبيهم، الذي يقيم على كفالة زوجته (ابنة عمه) في حين يحمل أشقاؤه ووالداه الجنسية. إزاء ذلك اكتفى مساعد مدير أحوال منطقة الحدود الشمالية خميس بن نزال الحازمي بالقول إن قضية العنزي لا يمكن التعاطي فيها، مشددا على أن إدارته ملتزمة بما يردها من قبل وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية. يتحدث فواز عايد عيسى العنزي عن تفاصيل معاناته: «في السابق لم أكن أحمل هوية، وتدريجيا حصل أشقائي على الجنسية، مثل باقي أبناء عمومتي وأقاربي، إلا أنني وجدت نفسي مجبرا من قبل الجوازات بضرورة أن أحمل إقامة وأبحث عن كفيل في أقرب وقف فكفلتني زوجتي». ويستغرب والد الأطفال الثمانية وضعه: «لا أعلم لماذا لم أمنح الجنسية على الرغم من أن والدي ووالدتي سعوديان وكل أشقائي أيضاً، أطفالي ينظرون إلى أمهم بعين والأخرى لي لا يعرفون ما هو مصيرهم والدتهم سعودية ووالدهم يحمل إقامة، لا يمكنهم العمل أو مواصلة الدراسة ووضعنا المادي يتراجع من يوم إلى آخر». ويحمل العنزي والده جزءا من المسؤولية «للأسف والدي أنشغل برعي الأغنام والأبل وتركني دون اهتمام وتسجيل في وقت مبكر لدى الأحوال المدنية وتفاقمت المشكلة حتى وصلت إلى حالتي اليوم التي لا ذنب لي فيها». وتشاطر الزوجة ميسرة العنزي زوجها المعاناة مستغربة رفض منح زوجها الجنسية بحجة حمله بطاقة القبائل النازحة، آملة أن يجد أطفالها الحل في أسرع وقت.