هل نوع المهنة هو الحافظ لدين المرأة وعفتها وكرامتها؟ مما يعني أن التي تعمل (معلمة) مثلا لا خوف عليها ولا هم يحزنون على عفتها!! فنوعية عملها تحفظ لها تدينها وطهارتها!! بينما التي تعمل (محاسبة) أو (أمينة صندوق) تنال سياط الغضب من المنكرين لعفتها وينكل بها تنكيلا!؟ لأنها فتنة ويفتتن بها!!؟ على اعتبار أن وظيفة (معلمة) مشروع طهارة.. أما أمينة صندوق.. فمشروع مفسدة!! هل يعقل أن يكون التدين موزعا حسب نوعية الوظائف! وأن تكون العفة رهنا لمسمى الوظيفة!! وأن يتم الحكم على المحصنات وفق مكانهن الوظيفي، فإن كن مع نساء فهن بخير، وإن كن في مكان عام هن مستصغر الشرر!! إذا كان الضمان نوع الوظيفة فذلك يعني أن إسلام السعوديات يختلف عن الإسلام الذي هو للناس كافة، والذي أباح للمرأة مالها الخاص وترك لها أن تبيع وتشتري للرجال ومع الرجال.. وأن تخرج إلى الغزوات تمد يدها تطبب الجريح والمصاب وتسهر على المحموم والمغدور به! ويأوي إليها الرجال وهم أبطال وليسوا هامشيين فترعى جراحهم وتسهر على راحتهم ولا يكون آنذاك سوء الظن هو الغالب، ولا يكون التخوين هو المقدم، ولا يسبق العقاب الجريمة، ولا ينظر إليها الصحابة رضوان الله عليهم أو التابعون نظرة ازدراء واحتقار!! فهل المجتمع الإسلامي الأول كان على خطأ، لأنه لم يقم على توزيع العفة بين النساء على أساس المهن ومسميات الادوار والوظائف! ولم يقل أن من جلست في بيتها هي العفيفة، ومن تاجرت بتجارتها أو خرجت في مهام التمريض أثناء الغزوات هي المتهمة!!! هل المجتمع الإسلامي الأول ليس فيه (مفكرون) مثل هؤلاء يتربصون بالأدوار النسائية ويحللون ويحرمون، حتى يأتي هذا «النفر» المتربص بالدين.. ليجعل «الكاشيرة» متهمة و«المعلمة» بنتهم وأختهم وزوجاتهم لذا هي طاهرة! القضية في هذه المسألة أن هذا العنت والتصلب في الرأي الخاطئ يسد باب المسؤولية الاجتماعية في تحمل الطلب على الوظيفة وسد الحاجة والاحتياج، وبدلا من تشجيع هؤلاء الذين فتحوا أبواب رزق للنساء.. أنكروا عليهم وقادوهم إلى التراجع والانتكاس!! والضرر لا يقع على المرأة وحدها، بل على بنية المجتمع وقدرته على الوقوف في مواجهة مشكلاته صفا واحدا متماسكا.. القوي يسند الضعيف ويعطيه فرصة وليس منة ولا صدقة!! إننا بهذا الموقف الممانع لعمل (أمينات الصندوق) نفتح بابا واسعا للتساؤلات حول إسلام السعوديات والأسس التي يقوم عليها! وكأن المرأة السعودية المسلمة مكتوب عليها أن تكون «متهمة» لمجرد أنها اختارت أن تعمل على أن تتسول!!.. والمتابع لما يقال الآن حول هذا النقاش يعتقد أن هذه (المحاسب) مثلها مثل (النادل) أو حتى عارضة أزياء لذا صار هذا الضجيج، والحقيقة أن الواقع السعودي أرقى مما يصفون، لكنهم يأبون إلا نثر الأشواك في الطريق!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة