هناك، في الطابق العاشر من مقر منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة يتخذ مكتبا له، متحصنا في هذا المكتب بلوحة تاريخية ترافقه منذ 33 سنة أينما حل ورحل، رسمها أشهر الخطاطين الأتراك حامد الآمدي، بخط الثلث، وكتب عليها الآية القرآنية الكريمة «ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب»، فهي المبدأ الذي يلخص طريقة حياته حسبما يقول، ويعكس متانة عقيدته الدينية وفكره الاستراتيجي، وثقافته المتنوعة، إنه العثماني الأصيل البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، الذي ولد في القاهرة عام 1943، تحصل على بكالوريوس العلوم في 1966 ودرجة الماجستير في الكيمياء سنة 1970 من جامعة عين شمس في القاهرة. وبعد إكمال دراسة الدكتوراة في جامعة أنقرة في تركيا سنة 1974. البروفيسور إحسان أوغلي يعتبر مؤرخا علميا تركيا، وهو أول أمين عام لمنظمة المؤتمر الإسلامي ينتخب بالتصويت، ومنذ توليه منصبه أمينا عاما تاسعا في يناير 2005، ويقود بفعالية المنظمة التي تجمع في عضويتها 57 دولة، ورغم الهدوء الذي شعرت به في أروقة المنظمة خلال زيارتي لها لإجراء الحوار معه، ورغم الهدوء الذي تشهده أيام الحج في مدينة جدة، إلا أن المنظمة التي تعتبر مظلة لجميع الدول الإسلامية منشغلة بقضايا الأمة ولم تعد أروقتها هادئة كما كانت في الماضي. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل سينجح البروفيسور إحسان أوغلي في إيجاد استراتيجية ووضع آلية تنفيذ للقرارات الصادرة من منظمة المؤتمر لقضايا الأمة الإسلامية المتشعبة والمعقدة.. الإجابة قد تكون في ثنايا الحوار الذي أجريته معه، والذي حاولنا انتزاع الإجابات منه.