«بكينا جميعا معه، لأول مرة نشاهد دمعته»، هكذا كانت ردة أعضاء الوفد المرافق لأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، عندما وقف ميدانيا على الأوضاع في غزة بعد العدوان الإسرائيلي. بالفعل بكى الأمين العام الذي يعرفه أفراد فريق عمله بأن الحازم الصريح والعملي الذي لا يهدأ، أبكته شكوى وحال الأم الفلسطينية (صبحة) التي كانت تنام بجسدها المتعب بالجراح الخارجية والداخلية في مخيم الكرامة. شكت صبحة من نزيف الجسد الفلسطيني وبرد الأيام والأجواء القارسة، ورحيل الأبناء والأقارب والأحبة، سحبت الأمين العام بيده فلم يمنعها حتى دلف إلى عمق خيمتها ووقف متأملا ومتألما حتى هطلت دمعته. يعرف القريبون والمتابعون لنشاط منظمة المؤتمر الإسلامي أمينها العام الدبلوماسي الصريح والمهتم بقضايا أمته والمسؤولية التي يحملها، كذلك يعرفونه عالما غيورا على الإرث الإسلامي، وأمله بأن تعود أمته لقيادة العالم من جديد. أوغلي في سطور يعد البروفيسور التركي أكمل الدين إحسان أوغلى، أول أمين عام لمنظمة المؤتمر الإسلامي ينتخب بالتصويت. ومنذ توليه منصبه أمينا عاما تاسعا في يناير 2005، اتخذ خطوات جادة ليجعل من منظمة المؤتمر الإسلامي -التي تجمع في عضويتها 57 دولة عضوا- منظمة فعالة. عمل إحسان أوغلى منذ ارتباطه بمنظمة المؤتمر الإسلامي، بوصفه المدير العام المؤسس لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) في اسطنبول في عام 1980، على التعريف بالثقافة الإسلامية في جميع أنحاء العالم، كذلك الأبحاث والنشر وتنظيم المؤتمرات في مختلف المجالات، ومنها تاريخ الآداب والعلوم والعلاقات بين الثقافات وعبر إطلاق برامج حماية التراث المعماري والمكتوب للحضارة الإسلامية. وبمبادراته الشخصية والمؤسسية والمساهمة في منتديات الحوار بين الثقافات، كسب الاعتراف بدوره الرائد في التقريب بين الحضارات، خصوصا بين العالمين الإسلامي والغربي. ويطرح البروفيسور إحسان أوغلى -بموضوعية- الحاجة الماسة إلى إصلاحات اجتماعية اقتصادية في العالم الإسلامي من أجل تحقيق التقدم والتنمية. كما ظل يدعو، في كتاباته وخطاباته، إلى دعم الأقليات والمجتمعات المسلمة واحترام حقوق الإنسان على المستوى العالمي. وُلِد البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى في القاهرة في عام 1943. وحصل على بكالوريوس العلوم من جامعة عين شمس في عام 1966 ودرجة الماجستير في الكيمياء في عام 1970. وبعد إكمال دراسات الدكتوراه في جامعة أنقرة في تركيا في عام 1974، أجرى بحثه لما بعد الدكتوراه في الفترة من عام 1975 إلى عام 1977 بصفة زميل أبحاث في جامعة إكستر في المملكة المتحدة.