حين بدأ الإعداد لمسلسل الفنان عبدالحليم حافظ (رحمه الله) أقيمت مسابقة طويلة المدى للبحث عن شبيه للفنان الراحل لتجسيد شخصيته على الشاشة الفضية، وكان شرط المنتج للمسلسل أن يمثل الشبيه الفنان ويختفي نهائيا بمعنى أن لا يواصل التمثيل ويعود لحياته الخاصة. وفي هذا الشرط حماية لصورة الفنان عبد الحليم حافظ من أن يمسه شيء، لو أن الشبيه واصل التمثيل في أدوار تسيء لعبدالحليم.! وهذه تعد لمحة تنبه لها المنتج من فرط حبه للفنان حليم أو خشيته على أن يتأذى محبو الفنان عبدالحليم مما قد يصنعه الشبيه في بقية أعماله الفنية. وإذا كان هذا التحرز حدث مع فنان (يحبه الكثيرون ومن ضمنهم أنا)، فمن باب أولى أن يفعل الشيء ذاته فيما تعرض من مسلسلات دينية. ففي السنتين الماضيتين، ظهرت مسلسلات دينية،كان أبرزها (يوسف الصديق) وهو مسلسل جسد قصة سيدنا يوسف عليه السلام (كان في قمة الروعة)، وكذلك مسلسل مريم العذارء وأيضا كان مسلسلا متقنا ورائعا للغاية. وهناك مسلسلات عربية كسرت فكرة تجسيد الصحابة رضوان الله عليهم، فظهرت عشرات الشخصيات في تأدية أدوار بمن فيهم العشرة المبشرون بالجنة، كتجسيد شخصية عبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبي عبيدة عامر بن الجراح، وطلحة بن عبيدالله، والزبير بن العوام، أما بقية الصحابة فقد ظهروا مبكرا على الشاشة من غير تحرج يذكر كبلال بن رباح وسلمان الفارسي وصهيب الرومي وأسماء بنت أبي بكر وحليمة السعدية. وخلال الأيام الماضيات تناقلت وسائل الإعلام، عزم منتجين لتجسيد سيرة الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، وقد وضعت له ميزانية مفتوحة ليتناسب الإنتاج مع الأحداث العظيمة والكبيرة التي حدثت في تلك الفترة، وهو الأمر المهم الذي يبخل فيه كثير من المنتجين عند الصرف على المسلسلات الدينية بعكس ما حدث في مسلسل يوسف الصديق (عليه السلام). لنعد إلى مسلسل الفاروق عمر والذي لم يبت في تجسيد دورالفاروق (رضي الله عنه) بعد (وفق ما قاله الوليد بن إبراهيم في التصريح الذي نقلته صحيفة عكاظ)، والذي أعتقد معه ضرورة ظهور شخصية عمر بن الخطاب كتجسيد كامل من غير اللجوء إلى الحيل التقنية أو المواربة في إظهار الشخصية، فكما أجيز ظهور ثلة من الصحابة يمكن إجازة ظهور ابن الخطاب (رضي الله عنه) (فهو ليس نبيا ولا رسولا) لكن لماذا لا تستخدم فكرة منتج مسلسل عبدالحليم حافظ، أي أن من يجسد شخصية عمر يتم التعاقد معه على الاختفاء تماما بعد أداء هذه الشخصية وأن لايقوم بأي دور تال. ربما في هذا ظلم للفنان الذي سيجسد هذه الشخصية ولكن وفي نفس الوقت أخذ هذه الحيطة هو حماية لسيرة صحابي جليل من أن نشاهد المؤدي لها في المسلسل يؤدي دورا تاليا لزير نساء أو مدمن. أقول هذا لأن الأشياء ترسخ في ذهنية المشاهد، ورؤية الممثل في أدوار متناقضة يسقط هيبة الشخصية التي لم تظهر بتاتا على الشاشة. ربما يسخف هذا القول إلا أن واقع الذهنية العربية يشير لذلك، فهي تقرن الأشياء ببعضها من غير فرز أو تمعن .. فهل تلجأ ال mbc لهذا الخيار كما سبق أن لجأت إليه في مسلسل عبدالحليم حافظ.؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة