دخلت أزمة المياه في مكةالمكرمة أمس فصلا جديدا لم يكن متوقعا ببلوغ عدد المسجلين على قوائم الانتظار تسعة آلاف مواطن ومقيم. وشهدت محطات أشياب المياه زحاما منذ ساعات الصباح الأولى، الأمر الذي اضطر وزارة المياه إلى فتح محطة أشياب الكعكية لتفتيت الزحام البشري عن بقية المحطات في مكةالمكرمة، ولاحتواء الأزمة المفاجئة, وتحت لهيب الشمس الحارقة امتدت طوابير الانتظار في محطة الأشياب في كل من العزيزية والكعكية لعدة أمتار، وتزاحم فيها كبار السن مع الصغار والرجال مع النساء، فيما اكتظت صالات حجز طلبات المياه بمئات المواطنين والمقيمين الذين خرجوا من أعمالهم بحثا عن الماء. وأرجع مدير فرع المياه في مكةالمكرمة المهندس عبدالله حسنين مسببات هذه الأزمة التي وصفها بالمفاجئة، إلى أربعة محاور تتمثل في الخلل الفني الذي حدث في أحد الأنابيب المغذية لمكةالمكرمة، ووصول الحجاج إلى العاصمة المقدسة مبكرا هذا العام، ارتفاع درجات الحرارة، واقتراب موعد حلول التسعيرة الموسمية الجديدة مطلع ذي الحجة، مضيفا «وهذا الموعد يسبب لنا ضغطا في كل عام، حيث يحرص ملاك العمائر على تعبئة خزاناتهم قبل حلول هذا الموعد الذي تتضاعف فيه تسعيرة صهاريج المياه». وبين المهندس حسنين أن إدارته تحركت بشكل فاعل لاحتواء الأزمة عبر إطلاقها محطة أشياب الكعكية أمس، والتي أسهمت في تفتيت الزحام، كما بدأت في فتح المياه على أحياء مكة تدريجيا بشكل يضمن عودة الأمر إلى طبيعته، مؤكدا أن عمر هذه الأزمة لن يتجاوز اليومين المقبلين، بعدها ستتحول محطات الأشياب في العزيزية والكعكية إلى أماكن خالية من الزحام. ولم يتوقف ضرر أزمة المياه على طوابير الانتظار تحت لهيب الشمس، بل خلقت سوقا سوداء للمياه في مكةالمكرمة أبطالها سائقو الصهاريج، حيث لامس سقف سعر الصهريج الواحد مبلغ 800 ريال، جراء الزحام الشديد على الأشياب. وقال المواطن إبراهيم المالكي -أحد المسجلين على قوائم الانتظار- إن الصحف طالعتهم ذا القعدة الماضي، بتصريحات رنانة لمدير إدارة المياه في مكة أثناء إطلاق أعمال لجنة الحج الميدانية، حيث أكد أن هذا الموسم لن يشهد انقطاعا للمياه «لكن الواقع كان خلاف ما كان يعدنا به، فنحن نعيش الأزمة منذ أيام دون حلول بل الأمر في تصعيد وتعقيد، والمصيبة أنهم يبررون هذه الأزمة بقدوم الحجاج بشكل مفاجئ، فأين التخطيط المبكر والاستعداد وهل هذا مبرر يعقل».