لم يكن الاعتداء على بئر غرس النبوية في المدينةالمنورة، والتي لها من المكانة ما يمنح الاهتمام بها بعدا حضاريا وتاريخيا، هو الاعتداء الأول على موقع أثري ومن المرجح ألا يكون هو الاعتداء الأخير ما دامت الجهات المسؤولة عن الآثار لا توليها العناية الكافية والكفيلة بدفع أية محاولة للاعتداء عليها والمس بها. ولعل أولى درجات الاهتمام بهذه الآثار أن يتم التعريف بها، وليس المقصود أن يكون التعريف تعريفا أكاديميا علميا يقتصر على المختصين من أصحاب الشأن بل تعريفا جماهيريا شعبيا يجعل الناس على بينة ومعرفة بما يحيط بهم من آثار، وهو الأمر الذي يؤكد لهم أهميتها ويحول بينهم وبين التفكير في الإضرار بها أو الاستيلاء عليها، بل يجعلهم هم أنفسهم مؤتمنين عليها حريصين على دفع أي اعتداء أو أذى يمكن أن تتعرض له، ومبتدرين في الوقت نفسه إلى إشعار الجهات المسؤولة كي تحمي تلك الآثار من أي تعد أو اعتداء. العناية بالآثار لا يمكن أن تتحقق ما لم نشرع في خطة وطنية تهدف إلى التعريف بتلك الآثار تشارك فيها كافة الجهات القادرة على إيصال المعلومة للمواطنين المحيطين بها، وذلك يشمل كافة الأجهزة الإعلامية والتعليمية كما يشمل المثقفين والمفكرين والعلماء كذلك، وذلك انطلاقا مما تشكله تلك الآثار من ثروة وطنية تتصل بهوية الأمة وتاريخ الإنسان فيها. وإذا كان تسييج الآثار ضروريا لحمايتها، فإنه ما من سياج هو أكثر حماية من سياج المعرفة والذي من شأنه أن يجعل من كل مواطن حارسا على كل أثر يعرفه وذلك لأنه يعرف القيمة التاريخية والحضارية لذلك الأثر. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة