مؤلم أن تقرأ خبرا كالذي نشر في جريدة «عكاظ» أمس الأول، والذي يقول أي الخبر : «كشفت اللجنة التربوية التي تتولى التحقيق في فساد إداري مع قيادات تربوية، أن مديرا للتربية والتعليم مارس الفساد الإداري أربع مرات في يوم واحد، ووجدت اللجنة لدى تدقيق وثائق ممهورة بتوقيع مدير التعليم المتهم، أنه وقع على طلب انتداب لنفسه، ثم وافق على هذا الطلب، ووقع ورقة المصادقة على إكمال مهمة الانتداب، وأمر بالصرف لنفسه أيضا، واستعانت وزارة التربية والتعليم بمركز المعلومات الوطني للتثبت من أن مدير التعليم باشر المهمة التي انتدب نفسه من أجلها في بريطانيا لمدة 20 يوما، ووجدت أنه تأخر في المغادرة وعاد قبل نهاية الانتداب، ثم سافر مجددا إلى بريطانيا». فمن جهة أن هذا التلاعب صادر من مدير للتربية والتعليم، مما يعني أن هناك خللا، فمن المفترض ألا يصل لهذا المنصب إلا شخص موثوق فيه جدا، وسلوكه طوال عمله يؤكد أن الجانب الأخلاقي مرتفع جدا، لأن الأمر مرتبط بمسمى الوزارة، وأعني المسمى الأول «التربية»، فثمة أفراد ورغم تاريخهم الطويل في المهنة لا يستحقون المناصب وإن كانوا يحملون الدكتوراة، فالدكتوراة «إن كانت في الشعر» ستخبرنا أن هذا الشخص قرأ كثيرا بالشعر، لكن الشهادة لن تخبرنا على سلوكه، والمدير من المفترض أن يكون سلوكه لا غبار عليه، لأن فساده سيشوه جهة العمل، أكثر من فساد موظف عادي. من جهة أخرى أن يوقع مدير التربية والتعليم طلب انتداب، ويشرح عليه هو نفسه بالموافقة، هذا يعني أن هناك خللا في الأنظمة واللوائح، ومن المفترض ألا يحدث هذا، وإن لم يكن المدير فاسدا إداريا، فالإنسان بطبعه يرى أنه الأكفأ، وحين يقدم طلبا ما ثم يسمح له النظام بالمفاضلة بينه وبين البقية، من الطبيعي أن يفضل نفسه لاعتقاده أنه الأكفأ وإن لم يكن فسادا. أخيرا.. هل نعيد النظر بآلية تعيين المديرين؟. ثم ألا تستحق تلك الأنظمة واللوائح التي تجيز للمدير أن يقدم طلب انتداب ويوافق عليه التغيير؟. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة