كان لقاء وزير العدل الدكتور محمد العيسى المفتوح في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الأسبوع الماضي من أميز اللقاءات التي حضرتها في سلسلة اللقاءات التي تنظمها الجامعة مع كبار المسؤولين، فقد تميز الحوار بالصراحة من الطرفين، الوزير الذي تحدث بإسهاب شمل العديد من الموضوعات التي تشغل بال الحضور، والمتداخلين من الأكاديميين والمحامين والإعلاميين الذين وجدوا مجالا رحبا لطرح تساؤلاتهم بكل حرية!! ما لم أتفق فيه مع معاليه قوله إن القضاة حين يخطئون فإنهم يخطئون بحسن نية، فإذا كنا نرفض التعميم في اتهام القضاة، فإننا أيضا لا يجب أن نقع في خطأ التعميم في تبرئة كل مخطئ منهم وتحميل خطئه على وجه حسن النية، فالقضاة كما قال معاليه هم بشر وليسوا ملائكة، وحفظ هيبتهم يكون بحفظ نزاهة موقعهم!! أيضا، كنت أتمنى أن يطرح الوزير حلولا واقعية وإجرائية محددة لمواجهة حالات زواج «الصغيرات»؛ لأنه حتى وإن اتفقنا مع معاليه على أن الأمر لا يشكل ظاهرة، فإن التدخل المقنن إجرائيا يصبح ضروريا، حتى لو تعلق الأمر بحالة واحدة!! وعندما دافع الوزير عن تأخر القضايا مشيرا إلى أن ذلك يحصل في البلدان الأخرى، تمنيت أن أقاطعه لأقول له: صحيح يا معالي الوزير هناك أيضا تتأخر القضايا، لكن عندهم يحضر المتخاصمون ولا يغيب القاضي!! غير ذلك، شعرت بأن الوزير ملتزم بمشروعه لتطوير المؤسسة العدلية، ومصمم على إنجاز نقلة في الأداء العدلي تبدأ من تأهيل المكتب القضائي ليصبح القاضي أكثر تفرغا وقدرة على الفصل في القضايا، ولا تقف عند تطوير بيئة المكان وتحقيق انضباطية الإنسان!! بقي أن أشيد بمعظم المداخلات التي جاءت هذه المرة جادة ومباشرة، على عكس كثير من المداخلات التي تأتي في مثل هذه المناسبات على قاعدة «أنا موجود» فتسرق من الوقت ولا تضيف للمضمون، وإن كنا لم نسلم تماما من بعض هواة «طق الحنك»!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة