جثمت طائرة ركاب تابعة ل«طيران الإمارات» على مدرج في مطار جون كينيدي عقب هبوطها بسلام أمس، بعد أن رافقتها مقاتلات أمريكية، وذلك كإجراء احتياطي بعد أن تردد أنها تحمل شحنة مصدرها اليمن، أو أنها كانت في صنعاء قبل أن تنتقل منها إلى دبي لتبدأ رحلتها، رغم أن الطائرة لم يطلب منها تبديل وجهتها. وفي غضون ذلك، أصدر البيت الأبيض بيانا أتى فيه أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أصدر توجيهاته إلى السلطات المعنية لضمان أمن المواطنين بمواجهة المخططات الإرهابية، إثر حالة الاستنفار التي عمت مطارات أمريكية وبريطانية جراء طرود مشبوهة مصدرها اليمن، كانت في طريقها للولايات المتحدة. وذكر بيان البيت الأبيض أن أوباما علم بوجود مخاطر إرهابية محتملة البارحة الأولى، وواصل متابعة الوضع مع مساعده الخاص لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب جون برينان. وأضاف البيان «بالاعتماد على التعاون القريب بين الأجهزة الأمريكية والحلفاء، تمكنا من تحديد وفحص طردين مشبوهين، الأول في بريطانيا، والثاني في إمارة دبي، ومصدرهما اليمن». هذا، وبلغ مجموع الطرود التي جرى العثور عليها 13 طردا. وكشفت مصادر أمنية أمريكية أن الترجيحات الحالية تشير إلى دور ما يسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب في إرسال الطرود البريدية المشبوهة التي أدت إلى حالة من التأهب في عدة مطارات في أمريكا والعالم أمس، بينما قال مصدر دبلوماسي يمني في واشنطن إن صنعاء أطلقت تحقيقات واسعة لمعرفة خلفيات القضية، بينما رفعت مراكز يهودية في شيكاغو مستوى التأهب الأمني لديها. وذكرت شركة (فيدكس) أن السلطات الإماراتية «صادرت طردا مشبوها من منشأة تابعة لها في دبي، مصدره اليمن»، وقالت الناطقة باسم الشركة موري لين «لقد أوقفنا جميع عملياتنا من اليمن، ونحن نتعاون بشكل كامل مع الأجهزة المعنية». وكان مصدر أمني أمريكي قد تحدث لشبكة (سي إن إن) الإخبارية قائلا إن حملة التفتيش التي تشنها السلطات الأمريكية حاليا للبحث عن مواد مشبوهة على متن طائرات شحن قادمة من اليمن، جاءت بعد تلقي معلومات من حلفاء تشير إلى محاولة زرع قنابل أو مكونات لقنابل داخل حاويات للحبر، تستخدم في الطابعات الموصولة بأجهزة الكمبيوتر. وذكر المصدر أن بعض الطرود البريدية المشبوهة كانت في طريقها إلى كنس يهودية في أمريكا، مضيفا أن هناك طائرات تخضع للتفتيش خارج الولاياتالمتحدة، مشيرا إلى عمليات بحث تطال شحنات في طائرات موجودة في بريطانيا، وأخرى في إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، لكنه أكد عدم معرفته ما إذا كانت هذه العملية تنطوي على محاولة حقيقية لتهريب متفجرات لأمريكا، أو مجرد اختبار لرد الفعل الأمني. وذكر المصدر أن المحابر التي جرى العثور عليها كان تحتوي على دوائر كهربائية وأسلاك، وهي مغطاة بمسحوق أبيض لم تتضح طبيعته بعد، وهي مقبلة من العاصمة اليمنية صنعاء، وكانت في طريقها إلى مدينة شيكاغو. وتسارعت الأحداث أمس في مطارات أمريكا عقب ما تردد من معلومات ترجح وجود مواد مشبوهة في رحلات معينة، وقد أعلنت السلطات البريطانية بالتزامن مع هذه التطورات عن العثور على طرد مشبوه على متن رحلة توقفت في لندن في طريقها من اليمن إلى مدينة شيكاغو الأمريكية. وقال مصدر أمني ل«سي إن إن» إن الشرطة البريطانية عثرت على محبرة من النوع المستخدم في الطابعات، ولكنها تعرضت للتلاعب (دون أن يحدد طبيعة التلاعب)، غير أنه أكد أن الفحوصات التي أجريت على المحبرة أكدت عدم احتوائها على مواد متفجرة، بينما تخضع عدة طائرات شحن للتفتيش في مطارات أمريكية. وتقوم الشرطة الأمريكية حاليا بتفتيش طائرة تابعة لشركة (يو بي إس) حطت في مطار مدينة نيويورك، وأخرى تابعة للشركة نفسها حطت في مطار نيوجيرسي، إلى جانب طائرة ثالثة لم تكشف هويتها في مطار فيلادلفيا، إضافة إلى عملية تفتيش تطال شاحنة تابعة للشركة في مدينة نيويورك. وبحسب المصدر، فإن عمليات التفتيش كلها تركز على البحث في طائرات الشحن القادمة من اليمن، أو على الطرود. وجرى عزل الطائرات في مكان بعيد عن المدارج بهدف عدم عرقلة عمليات الطيران في المطارات المعنية. كما أكد المصدر أن ثلاثة أشخاص جرى نقلهم من إحدى الطائرات، ولكفن تفتيشهم لم يسفر عن وجود أي متفجرات.