كشفت مصادر أمنية أمريكية أن الترجيحات الحالية تشير إلى دور تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في إرسال الطرود البريدية المشبوهة، التي أدت إلى حالة من التأهب في عدة مطارات بأمريكا والعالم الجمعة، بينما قال مصدر دبلوماسي يمني في واشنطن إن صنعاء أطلقت تحقيقات واسعة لمعرفة خلفيات القضية، بينما رفعت مراكز يهودية في شيكاغو مستوى التأهب الأمني لديها. ولفت المصدر إلى أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الشخص الذي أرسل الطرود "لديه تاريخ إرهابي طويل،" بينما ذكرت شركة "فيدكس" أن السلطات الإماراتية "صادرت طرداً مشبوهاً من منشأة تابعة لها في دبي، مصدره اليمن،" وقالت الناطق باسم الشركة، موري لين: "لقد أوقفنا كافة عملياتنا من اليمن، ونحن نتعاون بشكل كامل مع الأجهزة المعنية." وكان مصدر أمني أمريكي قد قال إن حملة التفتيش التي تشنها السلطات الأمريكية حالياً للبحث عن مواد مشبوهة على متن طائرات شحن قادمة من اليمن جاءت بعد تلقي "معلومات من حلفاء" تشير إلى محاولة زرع قنابل أو مكونات لقنابل داخل حاويات للحبر، تستخدم في الطابعات الموصولة بأجهزة الكمبيوتر. وذكر المصدر أن بعض الطرود البريدية المشبوهة كانت في طريقها إلى كنس يهودية في أمريكا، مضيفاً أن هناك طائرات تخضع للتفتيش خارج الولاياتالمتحدة، مشيراً إلى عمليات بحث تطال شحنات في طائرات موجودة ببريطانيا، وأخرى في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، لكنه أكد عدم معرفته ما إذا كانت هذه العملية تنطوي على محاولة حقيقية لتهريب متفجرات لأمريكا، أو مجرد اختبار لرد الفعل الأمني. وذكر المصدر أن المحابر التي جرى العثور عليها كان تحتوي على دوائر كهربائية وأسلاك، وهي مغطاة بمسحوق أبيض لم تتضح طبيعته بعد، وهي قادمة من العاصمة اليمنية صنعاء، وكانت في طريقها إلى مدينة شيكاغو. وتسارعت الأحداث خلال الساعات الماضية في مطارات أمريكا، على خلفية ما يتردد من معلومات ترجح وجود "مواد مشبوهة" في رحلات معينة، وقد أعلنت السلطات البريطانية، بالتزامن مع هذه التطورات، عن العثور على "طرد مشبوه" على متن رحلة توقفت في لندن في طريقها من اليمن إلى مدينة شيكاغو الأمريكية. وقال مصدر أمني إن الشرطة البريطانية عثر على محبرة من النوع المستخدم في الطابعات، ولكنها "تعرضت للتلاعب،" دون أن يحدد طبيعة التلاعب، غير أنه أكد بأن الفحوصات التي أجريت على المحبرة أكدت عدم احتوائها على مواد متفجرة، بينما تخضع عدة طائرات شحن للتفتيش في مطارات أمريكية. وتقوم الشرطة الأمريكية حالياً بتفتيش طائرة تابعة لشركة UPS، حطت في مطار مدينة نيوورك، وأخرى تابعة لنفس الشركة، حطت في مطار نيوجيرسي، إلى جانب طائرة ثالثة لم تكشف هويتها في مطار فيلادلفيا، إضافة إلى عملية تفتيش تطال شاحنة تابعة لشركة UPS للشحن بمدينة نيويورك. وبحسب المصدر، فإن عمليات التفتيش كلها تركز على البحث في طائرات الشحن القادمة من اليمن، أو على الطرود القادمة من ذلك البلد، وقد جرى عزل الطائرات في مكان بعيد عن المدارج بهدف عدم عرقلة عمليات الطيران في المطارات المعنية. كما أكد المصدر أن ثلاثة أشخاص جرى نقلهم من إحدى الطائرات، ولكن تفتيشهم لم يظهر وجود أي متفجرات. يشار إلى أن اليمن تشهد حركة نشطة لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، ويبرز فيه كذلك دور رجل الدين الأمريكي - اليمني الأصل - أنور العولقي، الذي يرجح أنه لجأ إلى إحدى المناطق القبلية في اليمن، وهو على قائمة الأهداف المطلوب اغتيالها أو اعتقالها بالنسبة لواشنطن. وتحمل واشنطن العولقي مسؤولية العملية الفاشلة لتفجير طائرة أمريكية في 25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كان يخطط لتنفيذها النيجيري عمر الفاروق، خلال رحلتها من العاصمة الهولندية أمستردام إلى مدينة ديترويت بولاية ميتشغان الأمريكية.