يسأل كثير من الناس .. هل يجوز لي أن أحج وفي ذمتي قرض أو دين للغير، وللجواب على هذا السؤال نلقي الضوء على المسألة من جوانب عدة، سواء من حيث موافقة الدائن أو عدمها وكذلك توقع المدين سداد الدين بتوفر المال لديه بعد الحج .. «عكاظ» استعرضت أقوال العلماء حيال حكم الحج مع تعلق الذمة بالدين .. فإلى التفاصيل: لاحج عليه الدكتور يعقوب الباحسين «عضو هيئة كبار العلماء»: لايجب الحج على من في ذمته دين لأحد من الناس؛ فمن شروط الحج القدرة والاستطاعة، ووجود الدين ينافي استطاعة الرجل على أداء فريضة الحج. لاحرج أو تأثير اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: إذا كان الواقع سماح الدائن أو الدائنين للحاج أن يمضي في الفريضة قبل تسديد ما عليه لهم من الدين فلا حرج عليه في ذلك قبل التسديد ولا تأثير لكونه مدينا لهم على صحة حجه في مثل هذه الحالة لاحاجة للاستئذان الشيخ عبدالعزيز بن باز «يرحمه الله»: إذا كان عند المدين ما يوفيهم فلا حاجة لاستئذان الدائنين لكونه قادرا على الوفاء، وإن كان لديه قدرة على الحج والوفاء جميعا فلا حاجة للاستئذان منهم؛ لأن الحج لمن استطاع إليه سبيلا. حجه مقبول الشيخ محمد بن عثيمين «يرحمه الله»: من حج وعليه دين فحجه مقبول؛ لأنه ليس من شروط صحة الحج خلو الذمة من الدين ولكننا نقول من عليه دين حال فليوفه قبل أن يحج لسبق وجوب قضاء الدين على وجوب الحج وإن كان مؤجلا وله وفاء واستأذن من صاحبه فله أن يحج أيضا ولا حرج عليه؛ لأنه قادر على وفائه في المستقبل. يختلف الحكم الدكتور عبد الله بن جبرين «يرحمه الله»: يختلف الحكم بين القريب والبعيد، وبين حال الغرماء وحال المدين، فإن كان المدين قريبا في المملكة لا يكلفه الحج والعمرة إلا قليلا كألف ريال ونحوه، وهذا المبلغ إذا لم يصرفه للحج صرفه للنفقة ولم يسدد به الدين لقلته وكثرة الديون فلا مانع من الحج والحال هذه سيما إذا كان المدين من غير السعوديين، وإنما قدم عاملا ولو رجع إلى بلده صعب عليه أداء الحج حتى ولو سدد دينه مع إمكانه أن يحج عاملا مع بعض الأسر أو الحافلات ولا يدفع شيئا، وهذا بخلاف من هو خارج المملكة فإن نفقة الحج كثيرة غالبا لو دفعها لأهل الدين لخففت عنه فيقدم الوفاء. إذا لم يمنع الشيخ عبد الله بن غديان «يرحمه الله»: الشخص إذا كانت عليه ديون ومنعه أصحاب الديون من الحج فيمتنع، أما إذا لم يمنعوه من الحج؛ فيحج، مادام تيسر له الحج، ويسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفي دينه.