واهم من يظن أنه قادر على إخفاء الحقيقة إلى الأبد، كل واحد يستطيع حجبها لوقت يقصر أو يطول لكنها في لحظة ما تتسلل إلى العلن مهما كانت كثافة الحجب وقوتها. هكذا يقول التأريخ وهكذا يجب أن يتعلم الإنسان منه.. أما في هذا الوقت الذي نعيشه فيمكننا دون تجاوز أن نطلق صفة الجنون أو الحماقة على الذين يعتقدون أن الأسرار ستظل أسرارا، وأن شمس الغد لن تفضح أسرار البارحة. لقد تحول الكون إلى كاميرا ترصد كل ما يجري، وأينما كان لا تستطيع حجبها أعتى الاحترازات. إنها جاهزة على مدار الثانية لتوثيق كل شيء كي تفاجئ به الواهمين أنها غافلة عنهم. ها هو «ويكيليكس» يتدفق بأكثر من (400) ألف وثيقة بالصورة والصوت لأبشع الجرائم ضد الإنسانية في العراق.. أمريكا التي ظنت أنها تسيطر على الكون بأقمارها ومراصد تجسسها، وتتحكم في كوكب الأرض وما يجري عليه، هل كانت تتوقع أن موقعا على شبكة الإنترنت سوف يعريها وزبانيتها وعملاءها أمام العالم؟ بالتأكيد لم يخطر ذلك في بال جلاوزتها، إنها الغطرسة والغرور وتضخم الذات التي جعلتها تظن أنها قادرة على إخفاء جرائمها تحت غطاء تحرير العراق من حكم ظالم وإشاعة الديموقراطية والحرية والسلام والأمن. حولت العراق إلى جهنم على الأرض بمساعدة المتواطئين معها الذين جهزت لهم فرصة الانتقام وتصفية الحسابات التي ذهب ضحيتها الأبرياء العزل. لقد أظهرت صورة بشعة على أنها الثمن الطبيعي لتحرير بلد وإعادة صياغته على مبادئ الحرية والديموقراطية، وحاولت إخفاء الصورة الأبشع، وظنت أنها قادرة على إخفائها إلى ما لا نهاية، لكنها الآن تظهر بكل قبحها وقذارتها، لتفضحها ومن معها أو تستر بها ليقترف الجرائم بحق وطنه. ويكيليكس درس تأريخي جديد يقرع جرسا ضخما في آذان كل الواهمين بأنهم يستطيعون مغالطة التأريخ والإنسانية.. بين فترة وأخرى سيظهر ويكيليكس جديد ينبش الملفات القابعة في الأقبية المظلمة والضمائر المعتمة، ويدلق الضوء على البقع السوداء التي يخفيها المتجاوزون بحق الشعوب، الذين يدوسون كرامتها وينهبون حقوقها ويسلبون مقدراتها.. إنه زمن ويكيليكس أيها الواهمون. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة