كان المكيون يصفون حالة المرأة العانس التي تطول مدة عنوستها ثم يتقدم لخطبتها ونكاحها رجل ليس عنده مال ولا جمال ولا حسب ولا نسب فتقبل به مضطرة لأن شيئاً هو خير من لا شيء، يصف المكيون حالة مثل هذه المرأة بقولهم «فلانة.. صامت وصامت ثم أفطرت على بصلة!» وبطبيعة الحال فإن هذا القول الذي ينتقص من شأن الرجل الذي اختارته تلك المرأة بعلا لها هو قول مردود على أصحابه الذين قد ينطبق عليهم مثل شعبي آخر له علاقة بالبصل: يا داخل بين البصلة وقشرتها.. إلخ، ولكن هكذا هم الناس لا يتركون أحداً في حاله بل يطيب لهم الخوض في شؤونه حتى لو كان تدخلهم جارحاً ويحمل الكثير من السخرية والأذى! وهذه المقدمة جاءت في سياق تعليقي على خبر صحافي قرأته قبل أيام خلاصته أن شيخاً مسناً في الخامسة والستين ظل يحلم بالزواج حتى بلغ هذه المرحلة من العمر لأنه لم يكن يستطيع الباءة من الناحية المادية، حتى شمله مشروع الزواج الخيري الذي يتكفل بإعانة الشباب على تحمل تكاليف الزواج.. إلى هنا والأمر «شبه طبيعي» ولكن الملفت في هذا الخبر الطريف والمؤلم في آن واحد أن صاحبة الحظ السعيد التي كانت من نصيب هذا المسن المتزوج على حساب المشروع الخيري هي فتاة عشرينية بينها وبين عريسها نحو أربعين عاماً، ولذلك فإنه يمكن أن يقال عنه إنه صام وصام وأفطر على تفاحة.. وتفاحة مجانية أيضاً، وليس من حق أحد الاعتراض على مثل هذا النكاح إن كان قد تم بلا ضغوط على الفتاة العشرينية، ولكن موافقتها على هذا العريس أمر محير لأنه لا يملك المال الذي قد يكون محل طمع بعض الصبايا، ولا يملك الشباب والحيوية الجاذبة لأنه يخطو نحو السبعين، ومع ذلك فإنه يستحق التهنئة لأنه حظي ب«التفاحة» بلا مقابل مما قد يجعله موضع غبطة ممن حوله من الشباب الذين ما زالوا ينتظرون دورهم في الزواج الخيري، فالأمر إذن غير طبيعي، أما الطبيعي فهو أن يساعد مثله على تكاليف النكاح والارتباط بامرأة في منتصف العمر، وعندها يكون قرصه في السمن والعسل، ولله في خلقه شؤون! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة