فضل الستيني مفرح أحمد آل مخاتم قضاء جل وقته على قمم جبال محافظة رجال ألمع ، بجوار أعواد منحله بعيدا عن صخب المدن، وبالقرب من أسراب النحل وملكاته مفضلا لسعاته ومستمتعا بعمله دون كلل أو ملل. يعد العم مفرح من أشهر باعة العسل في منطقة عسير، ورغم بعد موقعه وما تحفه الطرق من مخاطر كونه يسكن في مناطق جبلية وينتقل من موقع لآخر إلا أن الكثيرين يثقون به ، فهو بعيدا عن الأسواق التجارية والشعبية حتى لا تسوء سمعته. استعانت «عكاظ» بسيارة ذات دفع رباعي للوصول للعم مفرح وقطعت الطرق الوعرة ما بين أودية وجبال ومنحدرات وعقبات حتى التقته في موقعه. يؤكد العم مفرح أنه يملك أكثر من 300 عود يسكن فيها مئات الآلاف من النحل ينتجون العسل والشمع، ويضيف «منذ 35 عاما وأنا أسكن هنا لوحدي بين النحل أتولى بنفسي الإشراف عليه ومتابعاته من الأمراض والمخاطر فقد ورثته من والدي وجدي وتركت عملي الحكومي لأتفرغ لتربية النحل بعد أن فشلت في التوفيق بينهما». ويشير آل مخاتم إلى أنه ينتقل بمنحله في بعض المواسم إلى منطقة تهامة بحثا عن الطعام الطبيعي والجو المناسب والبيئة التي تساعده على الإنتاج. وعن تأقلمه في العيش مع النحل يقول العم مفرح «النحل لا يعرف صاحبه فهو يتعامل مع الجميع بالدفاع عن نفسه ويهاجم كل من يقترب منه أو يعتدي على خلاياه، فأنا أتعرض لعشرات اللسعات منه ولكن لم تعد تؤلمني كثيرا فقد اعتدت عليها وقليلا ما استعين بواقي لحماية الوجه». وعن مواسم العسل يشير آل مخاتم إلى أن هناك ثلاثة مواسم، موسم السدر والطلح والسمر وهي تعتمد على الأشجار التي يتغذى منها وأفضلها السدر حيث يباع بأسعار مرتفعة ويضيف «المشكلة أن هناك وافدين بدؤوا يسيؤون للعسل من خلال استيراد أنواع تركية وكشميرية مغشوشة وتباع بأسعار عالية ولكن من يملك خبرة في العسل يستطيع كشفه بسهولة». وعن العسل الطبيعي يؤكد آل مخاتم أن بعض ضعاف النفوس يغذون النحل بوضع السكر المذاب في صحون كبيرة فيشرب النحل من الماء الذي أذيب فيه السكر ثم يعود إلى الخلية ويفرغ حمولته التي لم تكن من ثمار الأشجار وإنما كانت من صحون السكر والماء وهذه الطريقة يتبعها البعض لزيادة سرعة إنتاج النحل من العسل.