تعد تربية النحل والتعامل معه من المهام الشاقة التي تحتاج لقوة تحمل ودراية كافية بالإضافة للخبرة الطويلة في هذا المجال. كما أنها من الصناعات الاقتصادية الهامة في الكثير من المناطق، لاسيما الجنوب.وللتعرف على أسرار تربية النحل التقينا بأحد أشهر النحالين في محافظة النماص وهو العم عبدالرحمن مشبب الحصيني، ليعرفنا على تلك الصناعة وتطورها. يقول الحصيني: بدأت في تربية النحل التعامل معه وتربيته منذ صغري، وتعلمت الكثير في طرق التعامل مع النحل، ولشغفي بذلك احتفظت بالعديد من "الكيلان" التي يزيد عمرها عن مئة عام، وجعلتها ذكرى لسنوات طويلة قطفنا من خلالها كميات كبيرة من العسل، ونحن نتعامل مع النحل البلدي، أما الخارجي والذي من أشهره الاسترالي فهو كثير التعرض للأمراض وقليل التحمل للظروف المناخية، وهو متوفر في الأمكان ذات الظروف المناسبة. وأضاف الحصيني: نعمل على نقل "أعواد النحل" من مكان لآخر حسب تواجد غذاء النحل الطبيعي، فعندما نعمد في أوقات الجفاف في مدن السراه إلى الانتقال إلى أماكن بعيدة في سهول تهامة بحثا عن الأشجار المثمرة، حيث نقوم بنقلها أحيانا عشر مرات خلال العام الواحد، والعمل على حماية "أعواد النحل" من بعض الحيوانات والتي قد تسبب الضرر لها، ونعمل على تقديم العلاج المناسب لبعض أمراضه، مثل مرض يظهر تحت جناح النحلة، وأيضاً تعرض النحل إلى مهاجمة الدبابير والنمل وبعض الزواحف، وطير يسمى طير الورق أو الجواري وكلها تعتبر آفات بالنسبة للنحل، وتتم مكافحتها بواسطة المبيدات الحشرية. وبالرغم من تلك المشاق إلا أننا عشقنا هذه المهنة والتي قد لا تكون أرباحها في معظم الاحيان مجزية مقارنة بتكاليفها ومشقتها.ويشير العم عبدالرحمن قائلا: لاشك أن العسل الطبيعي أثبت جدواه على مدار السنين في علاج الكثير من الأمراض المزمنة، والتي قد يعجز الطب أحيانا في علاجها. وعن أنواع العسل قال أن هناك أنواع عدة؛ مثل عسل السدر، والشوكة، والسمر والمجرة، وغيرها الكثير. فعسل الشوكة، وهو ما يتغذى نحله على الأشجار والنباتات الشوكية والتي لا تتوافر إلا في مناطق السراة، أما عسل السدرة فهو ما يعتمد في تغذيته على شجر السدر، وهو متوفر بكثرة في الأسواق هذه الأيام نظراً لحلول موسم إنتاجه، وهناك عسل المجرة، وهو ما يتغذى نحله على زهور خاصة ويأتي عسله أبيضا ناصعا وهو من اغلي أنواع العسل ثمنا، حيث يصل سعر الكيلو إلى 500ريال وهو نادر تواجده، ويليه عسل السدر، حيث يبلغ سعر الكيلو نحو 400ريال، وبقية الأنواع الأخرى أقل سعرا، وتحظى جميع انواع العسل بإقبال شديد، في منطقة عسير وباقي المناطق الاخرى، حيث يعمد البعض للتواجد في المنطقة في مواسم قطف العسل، وشراء كميات كبيرة، ومن خلال خبرتنا في مجال تربية النحل فإن الكثيرين يقعون في حالات الغش لبعض الباعة والذين يقومون بتغذية النحل بالسكر لزيادة إنتاجهم. وعن الطرق التي يتم من خلالها التعرف على العسل المغشوش من الطبيعي، أوضح الحصيني قائلاً: هناك عدة طرق منها وضع العسل في الثلاجة تحت درجة تبريد عالية، فإذا تجمد فهو مغشوش، وإن لم يحدث ذلك في عسل طبيعي، ومن الطرق يغمس طرف الملعقة في العسل ثم يعرض مباشرة على النار ثم يبعد ويترك حتى يبرد فإن لم يتغير فهو طبيعي وان تجمد وتحطب فهو مغشوش. ومن الطرق أيضا: يؤخذ ملعقة من العسل وتصب من مسافة بعيدة فإن لم يتقطع فهو طبيعي.. ونحن نوصي المستهلك بالحذر من العسل المغشوش والذي أصبح بكميات كبيرة في الأسواق ولا يختلف كثيرا في شكله عن العسل النقي.