تحت عنوان «التحقيق مع 58 طبيبا وقياديين في مستشفى بيشة» أوردت صحيفة عكاظ في عددها رقم 16126 الصادر في 13/11/1431ه خبرا مفاده أن مستشفى الملك عبدالله في محافظة بيشة أخضع (58) طبيبا وفنيا وقياديا ومنع بعضهم من السفر، لحين انتهاء التحقيقات معهم بشأن شكاوى مرضى في قضايا مختلفة، والتحقيق مع قياديين شغلوا وظائف إضافية، مخالفين بذلك الأنظمة بحسب ما كشفه تقرير صادر عن وزارة الصحة، احتفظت «عكاظ» بنسخة منه. وأوضح التقرير وجود مخالفات عدة ضد المستشفى تتعلق باكتشاف قيادي في المستشفى، يشغل ثلاث وظائف، وآخر يشغل وظيفتين، إضافة إلى ظاهرة تسرب الكوادر الطبية للمتعاقدين، خلافا لملاحظة كثرة الاستقالات، وطلبات عدم تجديد العقود. وقال التقرير «إن الملاحظات تتضمن عدم عودة بعض الأطباء للعمل بعد تمتعهم بإجازاتهم، لأسباب تتعلق بالضغوط النفسية الشديدة الناجمة عن قلة عدد الكادر الطبي، خصوصا من فئة الاستشاريين». والحقيقة أن صحيفة عكاظ ومكتبها في بيشة وبمهنية صحافية متميزة ومنذ فترة ليست بقصيرة تناولت مشكورة الجانب الصحي المتردي ببيشة وسلطت الضوء بحيادية وشفافية وحرفية إعلامية، كان يجب على وزارة الصحة التعامل معها وفق ما تتطلبه الأوضاع سيما وأنها تمس صحة الإنسان بعيدا عن الشعارات البراقة والوعود التي ما تلبث أن تكون من باب ذر الرماد بالعيون. الكل عايش خلال الأشهر الأخيرة ثمار السنوات العجاف إداريا والتي مر بها مستشفى الملك عبدالله ببيشة والتي كانت ثمارا ذات حمض مرير، والتي واكبت عكاظ أحداثه بعيون الرقيب الإعلامي الشريك في التنمية الشمولية التي تعيشها البلاد والتي ذهبت معه كل مقدرات ودعم هذا المستشفى أدراج الرياح، وكان «التطنيش» وسيلة التعامل مع تلك السلبيات الموجعة حتى وإن كشف مدير الشؤون الصحية السابق في بيشة وعبر عكاظ أن الفساد يعشش في أركان هذه المديرية، وما نشر أعلاه بالأمس يؤكد أن الفساد يضرب بجذوره بالذات في هذا المستشفى الذي يستنزف أكثر الاعتمادات المالية لهذه المديرية، وفي الوقت الذي يعاني فيه المستشفى ومنذ فترة طويلة من قلة الأطباء وكوادر التمريض والفنيين، والذي تطرقت له كافة اللجان، في الوقت الذي كانت فيه ألسنة اللهب تدمر جزءا مهما من المستشفى والمستودعات. لنا عشم في وزير الصحة صديق كل مريض الدكتور عبدالله الربيعة في أن يعطي المديريات الخارجة عن نطاق المناطق اهتماما أكبر، فهي تستنزف جل ميزانيات الوزارة لكن معطياتها وكما كررنا مرارا وتكرارا لا تتوافق وذلك الدعم الكبير، إذ لازالت الإدارات هنالك وظائف وليست مهام ومسؤوليات.إن مستشفى الملك عبدالله ببيشة بحاجة إلى تضافر جهود الجميع ومن كافة القطاعات فقد بلغ السيل الزبى، والسماع لصرخات الكتاب والأهالي مطلب بل واجب سيما إذا كانت مقرونة بشواهد دامغة لا تقبل التشكيك، ومن باب أولى يجب تشكيل لجنة محايدة تشترك فيها وزارة الصحة وعدة جهات رقابية وتكشف للجميع سر هذا الإهمال المتفشي في مستشفى بيشة. صالح المعيض