يمتد نشاط سوق أحد رفيدة الشعبي عشرات السنين، إذ يتسم بعفوية العرض وسهولة عملية البيع والشراء مما تتيح للمشترين الحصول على احتياجاتهم من السلع والمنتجات المختلفة بكل يسر وسهولة. كان موقع السوق يتوسط عددا كبيرا من المنازل القديمة المبنية من الطين في منطقة السوق القديم، إذ يستطيع السائح من خلاله أن ينتشي بالمناظر الجذابة ويتشبع بالأصوات والروائح العطرية النافذة، كما يكتشف بضائع لم يرها من قبل. يبدأ سوق رفيدة الشعبي بعد صلاة الفجر من صباح الأحد من كل أسبوع ويمتد إلى الواحدة ظهرا، حيث تزدحم أرضية السوق بالبضائع التي تفترش الأرض والمتسوقين الذين يملأون الممرات ويتنقلون بين المعروضات والسلع وخصوصا كبار السن، حيث كان هذا السوق في السابق يمد أهالي المحافظة وضواحيها بما يحتاجونه في مرحلة لم تكن فيها متطلبات الحياة معقدة، إذ أن معظم البضائع التي ترد إلى هذا السوق كانت من إنتاج محلي، غالبيتها ترد من القرى المجاورة مثل النسيج، الخضراوات، الفواكه، ومنتجات النخيل وغيرها. يزداد نشاط السوق في مواسم الأعياد لشراء ما يتعلق بالعيد وخاصة الملابس، الطيب، البخور، الكتب القديمة، الصور، المطبوعات، والحيوانات. ولعل ما يميز هذا السوق هي المساومة، حيث إن السعر المبدئي الذي يذكره البائع لا يكون سعرا حاسما أو نهائيا، بل تعد عملية المساومة جزءا لا يتجزأ من تجربة البيع والشراء. يلعب السوق دورا مهما في تنشيط المناحي الاقتصادية والسياحية في المنطقة، حيث يتوافد السياح خلال الإجازات الصيفية لشراء مستلزمات الحياة والنماذج الجمالية المصنوعة محليا مثل حلي الفضة والأدوات التقليدية. ويعد سوق أحد رفيدة الشعبي سجلا شعبيا اجتماعيا واقتصاديا يعكس المعالم السعودية في مختلف وجوه الحياة سواء تلك السابقة المتميزة بالعفوية والبساطة والحياة الحاضرة المتمسكة بأهداب الماضي الأصيل.