أحيانا، وأحيانا هذه تعني في القاموس السعودي دائما، تأخذني رغبة جامحة للتنقيب في سجلات بعض الناس ممن جلسوا على كراسي إدارية وأبحث: كيف بدأوا طفولتهم، وأين تعلموا، وما نوع الملعقة التي أكلوا بها، وماذا قرأوا، وهل هم حقا يعيشون في مجتمعنا؟ لأني بكل أسف أشعر بالحسرة علينا ونحن نراقب فعلهم بنا. كما أرغب فعلا أن أفتش عن تاريخهم ليس تلصصا أو تتبعا للعثرات بقدر ما هي رغبة في معرفة كيف يتحول الإنسان من جاد وحريص إلى مستهتر، ثم كيف يعود مجددا وبعد التقاعد إلى مهمة الناصح الأمين ويدعو الآخرين: أن أخلصوا في عملكم واستحضروا الأمانة. أشعر بصداع مع هذا الصنف من الناس، أشعر أني بحاجة لاستشارة فريق من أطباء علم النفس؛ ليخبروني فقط كيف شرب هؤلاء الاستهتار؟ وما حال الضمير إذا كان صاحبه مستهترا حد اللا مبالاة، وهل هناك فرصة لنصبح مثلهم؟ أقول ذلك والأخبار تتوالى عن جرائم فاضحة من ذلك العيار لم يكن أحد ليتصور أنها ستصير حديث صحفنا المحلية وبتوقيعات معتبرة تجلس على كراسٍ مهمة، ابتداء من قصص «الجن» التي صارت شماعة لتبرير الفساد والسرقة بعدما فشل مدمنوها في استخدام سلطة الكرسي في تغطية سوءاتهم. إلى حديث عصابات السرقة التي بدأت «عكاظ» مؤخرا في تعرية تفاصيلها وكشفها للناس. ما كتب عنه خلال الأشهر الماضية قد يكون صفرا بجانب ما تعرفونه أنتم من قصص الاستهتار والسرقة في مجتمعكم، والتي تبدأ بقضية عابرة وتنتهي ثم يلتفت إليها بعد أن تزهق أرواح بسببها وتظلم أخرى.. لهذا أسأل اليوم لأني فشلت في معرفة جواب ذلك: من علمنا وشربنا وغرس فينا الاستهتار؟ سؤال يشحذ إجابة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة