شهدت قضية القاضي المسحور في المدينةالمنورة تطورا جديدا، إذ طلب محامي الوسيط الهارب سالم بن عطية من الراقي إحضار الجن إلى مجلس الحكم لسماع أقواله، وأضاف في تصريح ل«عكاظ» أمس «إن صح ما ذكره القاضي فإن الجني إما فاسق أو كافر مرسول من ساحر خارج عن الملة، فأعمال السحر تستلزم الخروج من دائرة الإسلام إلى دائرة الكفر». وزاد «كلام الجني لا يعتد به ولا يبنى عليه حكم شرعي، وحكمه في الشرع حكم المعدوم»، ملوحا بمقاضاة الراقي إن لم يقدم ما يثبت ما زعمه من تلبس الجني للقاضي. وفي السياق ذاته، استغرب المحامي صالح بن عبدالعزيز الصقعبي سكوت الراقي طوال السنوات الماضية ولم يفصح عن حقيقة تلبس الجن لقاض يتولى الفصل في أمور الأمة، وأضاف «لقد ارتكب الراقي جرما في حق الأمة لأنه علم بأن الجن تلبست القاضي ولم يتولى إطلاع الجهة التي يعمل فيها المسحور، لا سيما أن القاضي يتولى الفصل في دماء وأعراض وأموال الأمة، وهو مسحور ومن المعلوم أن المسحور فاقد للأهلية، ولو علم مرجع القاضي أنه مسحور يقينا أوقف القاضي عن العمل»، وتابع أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يقضي القاضي وشيء يشوش على الذهن. وكانت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد أكدت أن حضور جلسات الرقية الشرعية التي يخضع لها المسحورون بشكل عام ليس من اختصاصاتها، موضحة أنها لم توفد أي من أعضائها لحضور الرقية الشرعية التي عولج بها القاضي المتهم بالفساد، دون أن تؤكد صراحة أن أي من أعضائها لم يحضر جلسة الرقية. واعتبرت متابعة جلسات العلاج بالرقية الشرعية وتبعات تطور قضية الفساد التي يتهم بها قاض في المدينةالمنورة «أمر ليس من اختصاصنا، ويخص جهات أخرى ولم تدخل الهيئة في إجراءاته». وأضافت أنه ليس من عمل لجان ضبط قضايا السحر حضور أعمال الرقية ونحوها، ولم تكلف الهيئة أي عضو لحضور الرقية المنشور عنها حيث تمنع الرئاسة منسوبيها من الدخول في تلك الأمور وترى أن القضية من اختصاص جهات أخرى تقوم بواجبها باقتدار. («عكاظ» 13/11/1431ه). إلى ذلك أكد ل«عكاظ» الراقي فايز القثامي أنه استدعى أعضاء لجنة السحر والشعوذة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أثناء قيامه برقية القاضي المتهم في قضية فساد محكمة المدينةالمنورة، وأضاف في اتصال هاتفي أمس أن الرقاة عادة ما يحرصون على استدعاء أعضاء من الهيئة أثناء رقية المرضى بغرض توثيق الحالة وتسجيل الاعترافات.