• أبلغ من العمر 20 عاما، من خلال دراستي الجامعية تعرفت على زميلة من دولة شرق آسيوية، ومع الأيام توطدت علاقتنا وتحولت إلى صداقة قوية، وقد استفدت منها كثيرا خاصة أنها تكبرني سنا ومخزونها الثقافي جيد، وذات يوم وخلال مناقشتنا نشب بيننا خلاف على اختلاف وجهات نظر كل واحدة منا، لكنها لم تتقبل وشعرت بضيق لأنني كنت أحاول أن أوضح لها خطأها، غضبت مني وتغيرت معاملتها وقطعت علاقتها، حاولت جاهدة أن أعيد تلك العلاقة لكنها صدتني وأشعرتني أن ثقتي بنفسي انعدمت، وشعرت أنني الخاسرة، لأن صديقتي تملك مخزونا ثقافيا بحكم اطلاعها وسفرها المتكرر إلى كثير من الدول، بخلاف أنني كنت أعول عليها كثيرا في حياتي وبالذات في دراستي، لأنها طالبة مجتهدة ومن يقترب منها يستفيد، ولإيماني أن الإنسان لا بد أن يستفيد من ثقافات الآخرين وتجاربهم وأيضا لابد أن يرافق من هو ذو خلق، سؤالي كيف أعيد صداقتي معها، وما الأسباب التي جعلتها تزعل مني وهل على الإنسان أن يسكت عن عيوب صديقه ؟. منار جدة بنيتي، من الطبيعي أن يستفيد الإنسان من تجارب وثقافات الآخرين، لأن الإنسان مهما علا علمه وكعبه، لابد أن يستفيد من الآخرين، وبالنسبة لمشكلتك مع صديقتك الآسيوية، فكلاكما وقع في خطأ أثناء حدوث المشكلة، فأنت تعاملت معها وافترضت أنها يجب أن تتعامل معك بطريقة طيبة علما بأنها في حالة غضب لأسباب تجهلينها، وحين حاولت الاتصال بها افترضت أن تقوم هي بالتواصل معك وحين لم ترد شعرت بطعنة في كرامتك، ويبدو أنها بالمقابل كانت تفترض في صديقتها المخلصة أن تراعي ظروفها ولا تتحسس من ردها، تصرفها معك لا تفسير له سوى أنها ثأرت لكرامتها وتعيش ظروفا لا تعرفينها، ولو كنت مكانك فإنني لن أتوانى لحظة في زيارتها لمعرفة السبب الحقيقي لوضعها الراهن، ما تحتاجينه يا ابنتي أن تتذكري أن الصديق هو من يعطي صديقه بإخلاص، ويلتمس له العذر حتى سبعين عذرا كما يقول النبي عليه الصلاة والسلام، تواصلي معها وافهمي الأسباب الحقيقية لما حدث وسامحيها ولا تتوقفين عند مثل هذه الأخطاء البسيطة، هذا إذا كنت حريصة على صداقتها، فإن تجاوبت مع مسعاك فقد كفاك الله المئونة كما يقولون، وإن لم تتجاوب _ واحتمال ذلك ضعيف _ فأنت في حل من أمرك وستكونين أكثر تصالحا مع نفسك لأنك قمت بما يجب أن تقومين به، وعندها ستكون الكرة في ملعبها، المهم أن لا تبقي نفسك تدور في هذه الدوامة، سارعي لزيارتها ولقائها شخصيا ولا تعتمدي على التواصل الهاتفي.