• أبلغ من العمر 13 عاما، أقيم في دولة مجاورة، ومشكلتي أنني استعد للسفر مع والدي إلى دولة أوروبية بعد شهر من الآن، ومع أنه سبق أن ركبت الطائرة أكثر من مرة وفي رحلات طويلة، لكن هذه المرة الخوف يسكن قلبي ويجعلني أتردد وألغي سفري مع أن الطائرة ليست مصدر خوفي، والمصدر الحقيقي للخوف الذي يسكن قلبي، هو أنني للمرة الأولى أسافر وحيدا مع والدي وأخشى أن يصيبني الملل مع أن والدي وعدني أن يأخذني إلى أماكن جميلة وأن يرفه عني، ومع ذلك ما زلت مترددا ومتخوفا من هذه الرحلة. فهل أنا على حق في مخاوفي، وكيف أتجاوزها ولا أكون سببا في مضايقة والدي ؟. طارق جدة سفرك مع والدك أمر محبذ، فهو معك وبالتالي خوفك من الملل لا مبرر له، وما ستراه في رحلتك سيغنيك عن كثير من وسائل التسلية التي اصطحبتها معك، وربما ما تحتاج إليه هو كاميرا لتصوير أماكن كثيرة في رحلتك ولتكون هي دفتر مذكراتك، وقد يكون من المفيد لك لو أنك قرأت في بعض الكتب التي تتحدث عن البلد أو البلدان التي ستسافر إليها، وهذه الكتب متوفرة في العديد من المكاتب السياحية، وإن لم تجدها في بلدك فستجدها في البلد الذي ستسافر إليه، وعادة ما تكون في المطارات أو في بعض الأماكن السياحية، وإذا قرأت عن المكان الذي ستذهب إليه مع والدك قبل الذهاب إليه فستشعر بمتعة كبيرة وستزيد معرفتك بالأماكن السياحية وتاريخها، وهذا سيثري معرفتك بذلك البلد وستشعر أنك ملكت كما جيدا من المعرفة تساعدك في التحدث عنها لأقاربك إذا رجعت، كما أن مثل هذه المعرفة ستثري ذاكرتك وتجعل العالم في ذهنك أكبر بكثير مما هو عليه الآن، فالتاريخ والجغرافيا أمران مهما لكل رجل متحضر في هذا العالم، وبالتالي يزيد من ثقتك بنفسك، أمض في رحلتك واستمتع بها وتأكد أنك ستعود وأنت تشعر أن الرحلة قصيرة وستتمنى لو أنها كانت أطول مما هي عليه.