عمري 24 عاما، تخرجت من الجامعة قبل عام، ورغم أنني تخرجت بمجموع جيد لكني حتى الآن لم أجد وظيفة وأنا أعيش مع والدي وزوجته ولي من الإخوة أربعة، أخاف من شيء اسمه زواج وارتباط، وخوفي هذا جعلني أرفض شابين تقدما للزواج مني, وعندما لمحت من والدي عدم رضاه وافقت على شاب ثالث تقدم لخطبتي، لكن هذه المرة والدي هو من رفض هذا الارتباط، والسبب حالته المادية، علما أن حالتنا المادية ليست بالغنية وهي أعلى من الوسط وأخواتي تزوجن ولم يبق سواي، لم أعد أعرف ماذا أفعل وأريد الابتعاث لكن أمي ترفض ذلك، ودائما تقول لا تفكري في هذا الأمر إلا بعد الزواج بمعنى تزوجي وروحي مع زوجك. كيف أتصرف؟ مرام مكةالمكرمة أولا لابد لك من التفكير مليا بوضعك الحالي مقارنة بمن هم أقل منك، أو بمن هم أسوأ ظروفا منك، وبالتالي ستدركي وبسرعة أنك أفضل من كثير جدا ممن هم في مثل سنك، وهذه المقارنة لا نريد منها أن تخدرنا وتبقينا راضين على الوضع الراهن إلى ما لا نهاية، فتطوير ذواتنا وتوظيف أوقاتنا بما يعود علينا بالنفع أمر مهم ومطلب أساسي، لذا نصيحتي لك أن تفكري جديا في كيفية توظيف هذا الوقت الذي تملكينه الآن، إلى أن يحين موعد مغادرتك لبيت والدك إلى بيت الزوجية، فأنت كما يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام تملكين نعمتين مغبونة عليهما وهما الصحة والفراغ، حاولي أن توظفيهما في دورات تدريبية وفي الاطلاع والقراءة، أما عن موقف والدتك من الابتعاث فليس خاطئا تماما، كما تظنين لأن سفرك لوحدك أمر محفوف بالكثير من المشقات والمتاعب، وما لم يكن معك من يؤنس غربتك فستشعرين بالكثير من المتاعب وقد تنقلب الفرحة بالابتعاث إلى غم وهم، وصدقيني يا ابنتي أن الإنسان الفعال يستطيع أن يطور من نفسه في أي مكان هو فيه، لذا لا تترددي في البحث عن بعض الأعمال التطوعية إضافة إلى التفكير جديا بالالتحاق ببعض البرامج التدريبية التي تعود عليك بالنفع.