منذ صدور هذا الكتاب إلى الآن قيل إنه سوف يثير جدلا منقطع النظير في أمريكا، لكن الواقع أن ناشرين وأصحاب دور كتب قالوا إن الكتاب إلى حينه لم يثر الجدل المفترض من وراء تأليفه.. الأمريكيون وضعوا كتاب (ابن حماس) أثناء عرضه في دار تينديل للنشر، ومن خصائص دار تينديل أنها تسوق الكتب الدينية وربما أعتبروا كتاب ابن حماس دينيا بالدرجة الأولى؛ لأنه يروي تفاصيل انتقال ابن حماس مصعب بن حسن يوسف من الإسلام إلى المسيحية. لقد قالوا إن هذا الكتاب يكشف النقاب عن حياة الابن الأكبر للشيخ حسن يوسف، أحد مؤسسي حركة حماس، وكيفية انقلابه لاحقا على المبادئ الدينية لحركة حماس، فيما يؤكد الكاتب نفسه في لقاءات صحافية أجريت معه أثناء صدور الكتاب أنه أمتهن العمل في القوات الخاصة لإسرائيل، وقاد فرقا إسرائيلية خاصة على مدى عشر سنوات إلى مخابئ الفلسطينيين بعد أن قدم معلومات صحيحة إلى الطرف الإسرئيلي، وهكذا يزعم المؤلف من خلال كتابه الموسوم بابن حماس أنه كان يسدي إليهم خدمات جليلة؛ لأنه لم يكن يريد لهم ملاقاة حتفهم بالسلاح الإسرئيلي.. إنه كتاب مليء بالمواجع والتناقضات والازدواج في التفكير وعلى مستوى الممارسة، فهو لا يقل ازدواجية عن التفكير، إذ يعترف ابن حماس أنه وشى بأبيه وأصدقائه وجماعته، حيث وضعوا في السجون وذلك بحسب قناعته أنه لم يكن يريد لهم الموت وعلى هامش لقاءات أجريت معه أثناء صدور كتابه في أمريكا قال إنه عميل مزدوج وإن حماس كانت على علم بذلك، لكن ناقدا أمريكيا يقدم إلينا تعليقا؛ إذ يقول إن الكتاب يضيء فينا قصة الصراع العربي الإسرائيلي من الداخل، هذا عدا كونه سوف يحدث مستقبلا في عقول آخرين بعض التغييرات الجادة ناحية الصراع العربي الإسرئيلي. وعلى أية حال يجب علينا ألا نركن إلى النقد الأمريكي وحده، فقد أثارت ناقدة أمريكية موقفا آخر يختلف في رسالته ونوعه، إذ كتبت «إذا كان هناك إنسان يفهم الصراع العربي الإسرئيلي على حقيقته وبؤسه من الداخل فهو السيد جوزيف الذي كان سابقا اسمه مصعب بن حسن يوسف، وذلك كله واضح من خلال كتاب ابن حماس في طبعته الأولى.. إنه كتاب يتناول الرعب والخيانة والإثارة السياسية أيضا، وللواقع فالمسيحيون يشترونه لأنهم يركزون على الجوانب التي يتناول من خلالها المؤلف انتقاله إلى المسيحية، وما يتبقى من الرواية، فهم يعتبرونه خدمة اضطرارية يسديها المؤلف جوزيف لتهدئة الصراع العربي الإسرائيلي في الشرق الأوسط».. Son of Hamas Tyndale House Publishers, 2010