شهدت ورشة العمل المنظمة من المجلس البلدي في جدة أمس، وضمت ممثلين عن أمانة جدة، الدفاع المدني، الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، هيئة المساحة الجيولوجية، وإدارة النقل والطرق في المحافظة، اعتراف مسؤول في الأمانة بأن أغلب المشاريع المخصصة لمجابهة الأمطار والسيول المنفذة حاليا، تم إقرارها قبل حدوث كارثة الثامن من ذي الحجة الماضي، مبينا أن الاستعدادات الحالية قادرة على استيعاب هطول أمطار غزيرة، لكنها غير قادرة على مواجهة السيول الجارفة. وأوضح مدير إدارة صيانة شبكات الأمطار في أمانة جدة المهندس لؤي عبد القادر أنه تم البدء في مشروعين من حزمة المشاريع المقرة بعد كارثة الأمطار والسيول الأخيرة. وقال المهندس عبد القادر إن مشروعين تنفذهما الأمانة لمواجهة السيول بالإمكان الاستفادة منهما في موسم هطول الأمطار المقبل، مفيدا بأن التكلفة المالية للمشروعين تبلغ 85 مليون ريال، مضيفا «كما أنه يتم إجراء تجارب للتأكد من فاعلية مضخات الأنفاق في كل جدة، ويتم تركيب مضخات لبعضها». واتفق المجتمعون على أهمية مشاركة كافة الجهات المعنية لمواجهة الأمطار والسيول المتوقعة على المحافظة في الفترة المقبلة، إذ تقرر عقد اجتماع أسبوعي لبحث آخر التقارير والتطورات بهدف عدم تكرار كارثة العام الماضي التي تسببت في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. وخلصت ورشة العمل إلى ضرورة وضع خطة طوارئ عاجلة في الأيام المقبلة لمواجهة أي أمطار أو سيول محتملة حتى لا تتكرر كارثة العام الماضي، كما تقرر عقد اجتماع أسبوعي يجمع كل الأطراف على طاولة المجلس صباح كل أربعاء، مع أهمية التحرك السريع لتفعيل مشروعات تصريف الأمطار والسيول والتنسيق مع الأمانة للتعرف على أسباب تعثر بعض المشروعات والبرنامج الزمني لنهايتها. وأكد رئيس المجلس البلدي حسين باعقيل أن تجاوب جميع الجهات لدعوة المجلس تأكيد على أن الهم مشترك، وأن الجميع يستشعرون الخطر ويتحملون المسؤولية المناطة بهم، مشيرا إلى أن وجود كل الأطراف على طاولة واحدة يساعد في وجود حلول سريعة ومنطقية لتطويق أي أزمة قبل وقوعها. وقال باعقيل إن «كان هناك الشر ففي باطنه يمكن أن نجد الخير، وقد أفرزت سيول العام الماضي اهتماما أفضل بمنطقة شرق جدة، وكذلك تم تجفيف بحيرة المسك، وهو تأكيد على أنه ليس هناك مشكلة لا يوجد لها حل، وفي الأيام الماضية تفقدنا في المجلس البلدي طريق الحرمين وبعض المناطق التي تضررت في العام الماضي، ووجدنا تحسنا كبيرا». من جهته، بين رئيس قسم الحماية المدنية في الدفاع المدني في جدة الرائد الدكتور عبد العزيز الزهراني أنه تم إجراء مسح شامل في الفترة الماضية لكل المناطق التي يتوقع أن تتضرر في حال تكرار الأمطار والسيول, مفيدا «يجري مسح لجميع أحياء جدة، وليس للأحياء التي وقعت فيها كارثة العام الماضي فقط». بدوره، تحدث رئيس قسم الجغرافيا ووحدة موارد المياه جامعة الملك عبد العزيز الدكتور محمود الدوعان عن مناطق الخطر المتوقع واتجاه السيل الذي يصب في وادي قوس قبل أن يصطدم في مجمع أم الخير السكني «ويؤدي بالتالي ذلك إلى ارتفاع منسوب المياه بصورة تجعله قادرا على الوصول إلى الدور الثالث في بعض المباني».