دعت ورشة عمل عقدها المجلس البلدي في جدة، أمس، إلى ضرورة وضع خطة طوارئ عاجلة خلال الأيام المقبلة لمواجهة أي أمطار أو سيول محتملة؛ حتى لا تتكرر كارثة العام الماضي، كما قررت عقد اجتماع أسبوعي، يجمع كل الأطراف على طاولة المجلس صباح كل أربعاء. وكانت ورشة العمل التي حضرها ممثلون عن الدفاع المدني وجامعة الملك عبدالعزيز والرئاسة العامة للأرصاد وهيئة المساحة والجيولوجيا، والنقل والطرق، إضافة إلى أمانة جدة، وبمشاركة رئيس مجلس بلدي عنيزة عبدالعزيز البسام، استعرضت المشاريع التي يتم تنفيذها حاليا لتصريف المياه والسيول، ووضع جميع الحلول الممكنة لمنع تكرار كارثة العام الماضي. وقال رئيس المجلس حسين باعقيل إن وجود كافة الأطراف على طاولة واحدة سيساعد في وجود حلول سريعة ومنطقية لتطويق أي أزمة قبل وقوعها. وأشار إلى أن المجلس قام خلال الأيام الماضية بجولات ميدانية على طريق الحرمين وبعض المناطق التي تضررت في العام الماضي ووجدوا تحسنا كبيرا. من جانبه أشار نائب رئيس المجلس المهندس حسن الزهراني إلى حرص المجلس على ضرورة توعية المجتمع في حال سقوط أمطار غزيرة وسيول، وكذلك التشديد على الأوامر السامية بعدم البناء في الأودية وأماكن انجراف مياه الأمطار. وطالب عضو المجلس بسام أخضر بضرورة وضع خطة طوارئ عاجلة بخلاف الخطة طويلة الأجل التي تقوم عليها الأمانة حاليا حتى تكون مختلف الجهات جاهزة لجميع الاحتمالات المتوقعة. أما رئيس قسم الحماية المدنية بالدفاع المدني بجدة الرائد الدكتور عبدالعزيز الزهراني فكشف عن إجراء مسح شامل في الفترة الماضية لكل المناطق التي يتوقع أن تتضرر في حال تكرار الأمطار والسيول «طلبنا بوجود حلول لبعض المدارس التي تقع في مناطق الخطر، وشددنا على أهمية وجود صلاحيات كاملة لمديري ومديرات هذه المدارس في اتخاذ القرارات في حال تهيأت الأجواء لسقوط الأمطار دون الرجوع إلى إدارة التربية والتعليم». ولفت إلى أن الدفاع المدني يجري مسحا لجميع أحياء جدة، وليس للأحياء التي تضررت من السيول. وذكر أنه كانت هناك إشكاليات خاصة بصكوك الملكية التي أعاقت عملية إزالة بعض المناطق الخطرة، في حين أنه يتم الآن ردم الحفر الثلاث الكبيرة التي كانت موجودة في وادي قوس بعمق 30 مترا والتي وجد بها في العام الماضي جثث كثيرة. إلى ذلك اعترف مدير إدارة صيانة شبكات الأمطار بأمانة جدة المهندس لؤي عبده أن أغلب المشاريع التي يتم تنفيذها حاليا كانت مقررة من السابق قبل الكارثة، وأشار أنه تم البدء في مشروعين فقط من التي تقررت بعد المأساة. أما ممثل الأمانة فذكر أن تأخر صرف الميزانية المخصصة لمشاريع الأمطار والمقررة ب«625» مليون ريال ساهم في تأخر تنفيذ المشروعات، إضافة إلى أنه جاري عمل تجارب للتأكد من فاعلية مضخات الأنفاق في كل جدة، ويتم تركيب مضخات لبعضها. وذكر رئيس قسم الجغرافيا ووحدة موارد المياه بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور محمود الدوعان أن الجامعة وبالتعاون مع هيئة المساحة سلمت أمانة جدة دراستين لمواجهة أي كارثة من هذا النوع في المستقبل وركزت في أغلبها على إقامة سدين في وادي قوس وعند الكيلو 14 إضافة إلى وضع قنوات تصريف في غليل وغيرها من الأحياء القريبة