قرأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المستقبل قبل أن يطرح اقتراحه الذي تحول إلى مشروع وهو إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وتضمنه «إعلان الرياض» الذي انتهى إليه المؤتمرون في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في الثامن من فبراير (شباط) 2005. وأتت تحذيرات المملكة لدول عظمى في العالم لتؤكد حكمة الملك عبدالله في التسلح مبكرا للأخطار التي تخبئها الأيام، والتأكيد على أهمية الجهود الجماعية لمواجهة الإرهاب الذي ليس له دين أو جنس أو منطقة. في ذلك الوقت شدد «إعلان الرياض» على أن الإرهاب ليس له دين معين أو جنس أو جنسية أو منطقة جغرافية محددة، وأن أية محاولة لربط الإرهاب بأي دين ينبغي رفضها بشدة؛ لأن ذلك يساعد طروحات الإرهابيين، ومن ثم ينبغي اتخاذ التدابير للحيلولة دون عدم التسامح حيال اتهام أي دين، وتهيئة جو من التفاهم والتعاون المشترك يستند إلى القيم المشتركة بين الدولة المنتمية إلى عقائد مختلفة. وكان على رأس المؤتمر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، مؤكدا في ذلك الوقت أن نهاية أعمال المؤتمر ليست نهاية المطاف، بل هو بداية لائتلاف يهدف إلى تقليص الأعمال الإرهابية بما يحافظ على الإنسان، مشيرا إلى أن أعمال المؤتمر هدفت إلى تحرير الأرض والإنسان من خطر الإرهاب بما يحقق السعادة والاطمئنان. وأكد الأمير نايف في حينه أن أمر محاربة الإرهاب تتطلع إليه المملكة وتعمل على تحقيقه انطلاقا من مبادئ الدين الإسلامي والقيم الإنسانية الأصيلة التي تهدف إلى المحافظة على الإنسان وتكريمه كما خلقه الله وفضله على سائر مخلوقاته وحرم قتله أو تخويفه أو الإساءة إليه. ومع الكشف عن تحذير فرنسا وبريطانيا والهند يرجع المتابع إلى سؤال وجه إلى الأمير نايف عن النجاحات السعودية في مجال مكافحة الإرهاب، إذ أعاد في معرض إجابته ذلك الخطط المدروسة التي وضعتها الأجهزة الأمنية وبقية الجهات لمكافحة خطر الإرهاب، إضافة إلى التضحيات التي قدمها رجال الأمن السعودي. ورفض النائب الثاني قرن الإرهاب بالإسلام قائلا إنه «من غير المستبعد وجود الإرهاب في أي مكان إضافة إلى أنه يمكن وقوعه في أي وقت». وأضاف أن الأعمال الإرهابية التي تقوم بها بعض التنظيمات باسم الإسلام غير مقبولة، مشيرا إلى أن الإرهاب ضد الإسلام. وتابع الوزير السعودي أنه من المؤسف أن يقوم بالأعمال الإرهابية أفراد مسلمون والأشد أسى أن يوجد من يبرر لهم أفعالهم أو يتعاطف معهم. وبالعودة إلى «إعلان الرياض» فقد أكد المؤتمرون آنذاك الالتزام بالقرارات الدولية الصادرة عن منظمة الأممالمتحدة ذات الصلة بمكافحة الإرهاب والتي تدعو المجتمع الدولي إلى إدانة الإرهاب ومكافحته بكافة السبل والتصدي له بجميع الوسائل وفقا لميثاق الأممالمتحدة، نظرا لما تسببه الأعمال الإرهابية من تهديد للسلام والأمن الدوليين.