ودع الباعة والمتسوقون قبل عام سوق رائحة الفل والكاذي والريحان وصياح الديكة وأصوات حيوانات غريبة كانت تميز سوق الخوبة الشعبي جنوب شرقي جازان، في أعقاب أحداث الجنوب التي استدعت النزوح وإجلاء المناطق السكنية، للحفاظ على أرواحهم. وأثناء عمليات تطهير المنطقة من المتسللين والمعتدين على المناطق الحدودية، تحولت معروضاته النادرة، وبضائعه الفريدة، والصناعات اليدوية، التي تجلب من المنطقة الجنوبية والمناطق الحدودية إلى المحافظات والمناطق الأخرى إلى ماض يتحدثون عنه. ورغم بدء عمليات الحصر في محافظة الحرث، تمهيدا لعودة الأهالي إلى منازلهم، إلا أن مصير عودة نشاط السوق الذي اشتهر على المستوى المحلي والخليجي وحتى لكونه معلما سياحيا وتجاريا مازالت متوقفة. وعادت البهجة إلى الباعة والمستهلكين مع إعلان رئيس بلدية الخوبة عبدالله جابر العلياني أن مشروع تطوير السوق تم ترسيته على مؤسسة وطنية بمبلغ خمسة ملايين ريال، وأعدت التصاميم والدراسات، وتم حصر الأملاك لنزعها وتعويض أصحابها. وقال العليان في حديث ل«عكاظ» «توقف المشروع أثناء أحداث الجنوب، وبعد الانتهاء من عمليات التطهير، خاطبنا الجهات المعنية للبدء في التنفيذ، وأحيل الأمر لحرس الحدود، الذي طلب منا التريث إلى حين وضع حرم الحدود وعودة الأهالي إلى منازلهم». وينتظر عشاق السلع الغريبة والنادرة عودة السوق إلى الحياة، إذ أن هواة الصقور والغزلان كانوا يقطعون آلاف الكيلو مترات إلى تلك النقطة المزدحمة بوجوه البشر والسلع والقصص التي تحملها روايات الباعة من طرفي الحدود، ومع تواتر خبر التطوير المقبل أصبح الحديث عن ولادة السوق من جديد فرحة يترقبها أهل الأرض وزوارها.